فجّرت صحيفة “ذا ديلي تليغراف” البريطانية مفاجأة من العيار الثقيل، حينما كشفت عن سقوط المدير الفني للمنتخب الإنكليزي لكرة القدم، سام ألارديس في فخ “رشوة مالية” تلقاها من أجل مساعدة رجال أعمال وتقديم نصائح غير قانونية لهم، لتجاوز قواعد صفقات انتقالات اللاعبين التي وضعها اتحاد كرة القدم الإنكليزي، وتحظر وجود طرف ثالث في التعاقدات.
فضيحة مدوية
وتحت عنوان “سام ألارديس مدرب منتخب إنكلترا للبيع” أعلنت الصحيفة البريطانية أنها قامت بتحقيق صحافي تم فيه تصوير مدرب منتخب الأسود الثلاثة بشريط فيديو “مخفيّ” كشف وقوع المدرب في قضية فساد مالي (رشوة) استغل فيها منصبه مديراً فنياً للمنتخب من أجل التفاوض والحصول على مبلغ قدر بـ 400 ألف جنيه إسترليني مقابل تقديمه المشورة لرجال الأعمال على كيفية “الالتفاف” على قواعد اتحاد كرة القدم.
ونشرت الصحيفة في تحقيقها فيديو يظهر المدرب البالغ من العمر (61) عاماً جالساً مع مجموعة من “رجال الأعمال”، وهم في الحقيقة صحافيون تنكروا في شخصيات رجال أعمال من دون علم المدرب، ووافق ألارديس كما ظهر في الفيديو على تقديم النصائح لهم من أجل تفادي القواعد التي وضعها الاتحاد الإنكليزي التي تحظر وجود طرف ثالث في امتلاك حقوق اللاعب، وذلك قبل أن يقوم بأول تدريب رسمي له مع المنتخب.
“قواعد سخيفة”
وعقد المدرب مع هؤلاء الأشخاص اجتماعين لمدة أربع ساعات، وقال ألارديس لرجال الأعمال أنه “لا مشكلة” في مسألة تجاوز قواعد الاتحاد “السخيفة” وقال إنه يعرف بعض وكلاء أعمال اللاعبين الذين استفادوا من هذا الأمر سابقا، بقوله “يفعلون ذلك دائما”، وأضاف: “لا يزال بإمكانك الحصول على الكثير الأموال”.
وأشار المدرب إلى أن “هذه الممارسات المحظورة لا تزال أمراً ممكناً في أمكنة عدة على غرار أميركا الجنوبية والبرتغال وإسبانيا وبلجيكا وأفريقيا”، وأنه كان يعلم “وجود طرف ثالث” في ملكية اللاعب الإكوادوري إينير فالنسيا، حينما ضمه لفريق وستهام يونايتد بقيمة 12 مليون جينيه إسترليني قادما من النادي المكسيكي في عام 2014، وهو الاعتراف الذي يعد مخالفاً لقوانين الاتحاد الإنكليزي والفيفا.
“هودجسون لا يملك شخصية”
وتضمن الفيديو أيضا سقوط المدرب في فخ “فضائح معيبة” تتعلق بتصريحات نارية تجاه عدد من أركان الكرة الإنكليزية، مثل مدرب المنتخب السابق روي هودجسون، حيث وصفه بأنه “ليس لديه شخصية، وغير حاسم” فيما قال أيضا عن غاري نيفيل مساعد المدرب في يورو 2016 “كان يجب على هودجسون أن يُخرس غاري نيفيل ويجبره على الجلوس خلال المباريات”!
ولم يتضمن الفيديو المنشور تلك الأمور فحسب، بل قال المدرب إن لاعبي المنتخب الإنكليزي لم يتمكنوا من التعامل مع المباريات بسبب الحاجز النفسي الذي كانوا يعانون منه، وتسبب بالأداء الضعيف، فيما وصف قرار الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بإعادة تطوير ملعب “ويمبلي” الشهير بأنه قرار “غبي”.
كما تحدث المدرب الإنكليزي أيضا بحسب ما ظهر في الفيديو أيضا، عن الأمير هاري وهو الرابع في ترتيب ولاية عرش بريطانيا، حيث وصفه بأنه “الفتى المشاغب جدا والشقي”، فيما اشتكى من أن الأمير وليام بأنه لا يظهر في المحافل الرسمية.
تحقيق صحافي وفضائح قريباً
وكانت الصحيفة البريطانية قد أعلنت أنها كشفت أمر المدرب بناء على تحقيق صحافي استمر لأشهر، في الوقت الذي أكدت فيه أنها بصدد الكشف عن العديد من الفضائح وقضايا الفساد التي تعرضت لها كرة القدم الإنكليزية بشكل عام، كما كشفت الصحيفة أنها قامت بإرسال 18 سؤالا بالبريد الإلكتروني للمدرب حول النتائج التي توصلت إليها الصحيفة في تحقيقها قبل نشره، فرفض اتحاد كرة القدم الإنكليزي الرد على الأسئلة، وأجاب المتحدث باسم الاتحاد بعد تسع ساعات من إرسال الأسئلة بأن “الاتحاد يريد الحقائق الكاملة في ما يتعلق بهذه المسألة”، كما تم إرسال الأسئلة للمدرب ألارديس دون الحصول على أي رد.
الاتحاد الإنكليزي يحقق
بدوره طالب الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم الصحيفة بتزويده بكل ما يتعلق بالقضية من أجل التحقيق بشكل شامل فيها، واتخاذ القرار على إثر التحقيقات، وفقاً لما نشرته شبكة “سكاي سبورتس” البريطانية.
وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المدرب لتلك المسألة، بل سبق أن تعرض في عام 2006 لفضيحة مماثلة ، حين فجرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مفاجأة مدوية بحصول المدرب ألارديس ونجله كاريج على مبالغ مالية إرضاء لهما على هامش صفقات التعاقد مع بعض اللاعبين لعدم وجود أدلة، فيما رأت وسائل الإعلام البريطانية التي ضجت بالنبأ أن المدرب بات قريباً من الإقالة.
العربي الجديد