كبار العلماء: التكفير مسألة خطيرة وليس بيد البشر

أكدت هيئة كبار العلماء أن التكفير مسألة خطيرة لما يترتب عليه من استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح. وأكدت أن تكفير الحكام والحكومات أعظم ضررا من تكفير غيرهم لما يترتب عليه من تحريض عليهم وحمل السلاح وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وفساد العباد. وأضافت الهيئة أن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن هو “عمل إجرامي”، مبينةً أنه تصرف من “صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة”.
وشددت هيئة كبار العلماء على أن قيّم الإسلام ترفض التطرف والإرهاب وأن الإسلام بريء من هذا المعتمد الخاطئ. وأكدت الهيئة أن التكفير ليس بيد البشر وأن مرده إلى الله ورسوله مثل التحليل والتحريم، وليس من حق أحد أن يكفر الناس على هواه، مشددةً على أن بعض الأعمال التي توصف بالكفر لا تعني الكفر المخرج من الملة، إلى جانب أن التكفير يدرأ بالشبهة مثل الحدود، ويحتاج إلى أدلة واضحة من الكتاب والسنة.
وأشارت الهيئة إلى أن الحكم بالكفر على الشخص كي يستقيم يحتاج إلى أسباب تنتفي موانعها، فينطق المسلم بكلمة كفرية في لحظة غضب أو فرح.
وتدين الحرب العدوانية على الشعب السوري
في سياق آخر، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة “الحرب العدوانية المدمرة التي يقوم بها النظام السوري المجرم وحلفاؤه ضد الشعب السوري الأعزل في عموم سوريا وفي حلب على وجه الخصوص”.
وقال بيان الهيئة: “وهي حرب همجية وحشية لا تدل على تحقيق نصر بقدر ما تدل على اليأس الذي أحاط بالمعتدين”، مؤكدة أن “هذا النظام المجرم وحلفاءه تجاوز كل الأعراف والمعايير والقوانين بارتكابه لأبشع الجرائم التي أسفرت عن مآس ونكبات وقتل لمئات الآلاف وتشريد لملايين البشر”.
وأضاف البيان أنه “يجب على عقلاء العالم وأصحاب القرار أن يدركوا العواقب الوخيمة والآثار المدمرة لهذه الحرب العدوانية، وأن يتجاوبوا مع ضمير الإنسانية بإيقاف هذه الحرب فورا، والتوقف عن هذا الاعتداء المخزي، وأن الحق والعدل يقتضي من العالم الوقوف مع الشعب السوري الذي طالت معاناته وازدادت جراحاته، والعالم اليوم أمام امتحان شديد لعدالته التي هي على المحك، حيث هجر المدنيون، وسويت بلدات عدة بالأرض، وجلبت مليشيات تقاتل بهويات طائفية، ومورس التدمير الشامل بطريقة وحشية غير مسبوقة”.
وطالبت هيئة كبار العلماء الأمة الإسلامية للتوحد وتنسيق المواقف لرفع معاناة الشعب السوري ونصرته، موجهة نداءً للعالم أجمع بأن الشعب السوري بحاجة ماسة لإطعام جوعاه، وعلاج مرضاه، وبسط الأمن في أرضه، ورفع الظلم وكف يد المعتدي.

العربية نت

Exit mobile version