بعد شرطة الجامعات يبدو أننا نحتاج لشرطة المستشفيات بعد الحوادث المتعددة و الإعتداءات و الصراعات الكثيرة التي طبعت المستشفيات مؤخرا ليس في أمدرمان فقط بل في العديد من الولايات
و إذا سرت هذه السنة فربما نحتاج لشرطة مدارس و شرطة مطاعم و شرطة بنكوك و شرطة شرطة
الأزمة ليست في الحاجة لرجال شرطة لحراسة المرافق العامة لحراستها و فرض الأمن فيها
المشكلة أكبر أننا في حاجة لتنظيم أعمال و أنشطة كثيرة و في المقام الأول نحتاج النظر في خدمة عامة ينقصها الكثير و المهم
لقد اصبح التسيب في العمل و التخلي عن المسؤليات و التراخي في الاداء العام صفة ملازمة للجميع
من مشهور الطرائف في السودان القصة التي تحكي عن محاولة سابقة لضبط المستشفيات و توجيه الوزير حينها بمنع دخزلها حتى لو حضر وزير الصحة بنسفه دون بطاقة و قد طبق الخفير الأم و قال للوزير ( أنت بالذات قالوا ما تخش )
إنتهي عهد ذاك الخفير و بدا عهد القوة و الشدة و الضرب المتبادل و الإتهامات المتبادلة بضعف الخدمة و إنصراف الأطباء عنها و التهمة المضادة التي تعيب سلوك بعض المواطنين
المستشفيات في السودان هي مكان متميز و متفرد في تجميع الاوساخ التي يخلفها الزوار سواء و هم ينتظرون المريض مفترشين الأطعمة في المستشفي او خارجها
ليس من دولة تسمح بدخول الأفراد و مرافقي المريض إلي العنابر بل و إلي غرف العناية المركزة و غرف الحوادث التي تحتاج إلي تعقيم و نظافة أكثر
المستشفيات مكان لتوالد القطط و غيرها و موقع لمنظر مألوف لتشتت بقايا الطعام و الأكياس و غيرها هذا مع الخطر الكبير من البقايا الطبية و تزيد عليها حالة البيئة التي تعيشها كل شوارعنا و خاصة في عاصمتنا و رمز دولتنا حيث المطار و الضيوف و الزوار
التسيب و الخدمة المدنية المتهالكة و الضعيفة هي التي تسمح للجامعات بأن تتحول إلي ميادين للصراع السياسي و الحزبي و ليس للدراسة
السودان هو الدولة الوحيدة في العالم اليوم التي نسمع أن أحداثا سياسيا تقع فيها و تتحول إلي تظاهرات و تنتهي إلي إغلاق الجامعة
و نحن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تجد فيها مؤسسة كل منسوبيها و قد تركوا العمل و إتجهوا إلي حي من الأحياء ( للفاتحة )
راشد عبد الرحيم