الثامنة والنصف مساء كل خميس، تسكن الحركة أنحاء المنازل ويستنفر الجميع ويتأهبون ويتسمرون أمام شاشات التلفاز، دقت ساعة المصارعة الحرة التي ازداد جمهورها في الآونة الأخيرة، فعشاق (جون سينا) لا يحصون عدداً، وكذلك (راندي اورتن، ذا ميز، هوقان، وغيرهم).
جمهور ربما يفوق مشجعي (هلال مريخ)، ما يلفت الأنظار ويلوي الأعناق ليس كثرة العشاق فحسب، بل حرص الكبار الشديد على إشراك أطفالهم أو الرضوخ لرغباتهم وإلحاحهم على مشاهدة العنف ونزيف الدماء في الحلبة، يستولي الكبار على الشاشة ويقصون أبناءهم من متعة (سبيس تون، ام بي سي ثري، كارتون نت ويرك، وطيور الجنة وبيبي) وخلافها من الفضائيات التي تتسق مع أعمارهم.
اهتمام كبير
ورويدا رويدا وعبر السنوات أصبح اهتمام الأطفال بالمصارعة وانتظار خميسها ديدناً وسلوكاً يتسمون بهما؛ حتى وصل بهم الأمر حد (الإدمان)، يحفظون أسماء المصارعين ويحشرون أنوفهم في حياتهم الشخصية، والأسر لا تنتبه لتلك الجرعات القاتلة من العنف التي يتلقاها أطفالهم.
قلق شديد
يقول عمر الصادق إنه أقلع عن مشاهدة المصارعة بسبب طفله النور بعد أن لاحظ أن سلوكه أصبح عنيفاً، حتى في التعامل مع إخوانه، وأضاف: أضحى يقلد أبطال المصارعة ويردد أسماءهم خاصة (جون سينا) الذي اشتهر في أوساط الأطفال بموسيقاه المشهورة.
أما أبوجهاد تميم أحد كبار عشاق المصارعة، على حد زعمه، فقال إنه لا يفوت حلقة، لذا يحرم أطفاله من مشاهدتها؛ لأنه يعلم تأثيرها العميق على سلوكهم، ما قد يؤثر في شخصياتهم في المستقبل، وطالب أبوجهاد كل الآباء والأمهات بتوجيه أبنائهم إلى مشاهدة البرامج التعليمية وتجنيبهم قدر الإمكان برامج المغامرات والعنف، فيما أعربت السيدة فطومة أحمد عن قلقها من هوس أطفالها بأبطال المصارعة رغم أن والدهم غير مهتم بها على الإطلاق ولا يشاهدها، إلا أن الصغار تعرفوا عليها عبر أصدقائهم، وانتقدت فطومة الفضائيات السودانية ووصفتها بأنها لا تعطي الأطفال مساحة مقدرة في خارطتها البرامجية، واعتبرت أن هذا ما يدفعهم إلى القنوات الأخرى
اليوم التالي