قبل الموعد المضروب للتوقيع على عقد الدراسات الإضافية الذي أوصت به لجنة الخبراء الدوليين، والمتعلق بقيام سد النهضة الأثيوبي، جلس الزملاء الصحفيون والإعلاميون أمس في الأماكن المخصصة لهم بعد أن نصبوا كميراتهم .. في تمام العاشرة والنصف، وداخل القاعة المخصصة للتوقيع كانت الأنظار كلها تتجه ناحية المنصة وفي حالة ترقب لحضور وزراء الري بالدول الثلاث ـ السودان ـ مصر ـ أثيوبيا ـ .. وفي الموعد تماماً دخل ثلاثتهم وبدأت اجراءات الجلسة بفندق السلام روتانا .
في بداية الجلسة شرع وزراء الري والموارد المائية لدول السودان ومصر واثيوبيا في إجراءات التوقيع على عقد الدراسات الإضافية للسد، وبنهاية الإجراءات كان لازماً على لدولة المضيفة أن ترحب بضيوفها من الدولتين الشقيقتين، بيد أن وزير الري والموارد المائية والكهرباء معتز موسى زاد على كلمات ترحبيه بالضيوف الترحيب بخطوة التوقيع ووصفها بالجيدة، معلناً موافقة اللجنة الوطنية بالتوقيع على دراستي السد مع الشركة الاستشارية بعد جهود مضنية، وقال إن سد النهضة يتم إنشاؤه عبر التعاون والتفاهم بين الدول الثلاث المعنية، لافتاً إلى جهود بذلتها هيئة الخبراء الدوليين وقدمت العديد من وثائق المشروع للجنة الفنية لإجراء الدراستين الأولى والثانية للآثار البيئية المتوقعة من إنشاء السد، مشيراً إلى توصيتها بمتابعة الملاحظات التي أوصى بها الخبراء الاستشاريين الدوليين، وقال إن ما يحدث اليوم ثمرة عمل كبير امتد لعام من أجل الوصول إلى الدراسات النهائية، وأضاف أن السودان ملتزم بالتعاون مع الدول الثلاث المعنية لتطبيق هذه الدراسات
عمل دؤوب
وأكد معتز ثقته في تنفيذ مشروع السد بحسب ما نصت عليه الإتفاقيات الموقعة، وقال إن التنفيذ سيتم بشكل علمي حسب الدراسات المعدة لذلك، مستبعداً حدوث أي تحديات بعد توصل الدول الثلاث لتفاهمات تم بموجبها التوقيع علي دراستي المشروع بشكل رسمي، منوها إلي جمع المعلومات وتقييمها وتحليلها على أن يقوم الاستشاري بإصدار تقاريره للدول الثلاث التى أشار إلى أنها تكون حاضرة على مر 11 شهراً من عمر الدراسات، وقال سينتهي الأمر على ما يتم الإتفاق عليه وتهتدى به الدول الثلاث التي قال إنها انخرطت في عمل دؤوب مشترك بدأ بلجنة الخبراء العالميين وانتهى بتقريرها، وأشار إلى أن التقارير أوصت بإجراء الدراستين مذكراً بتكوين لجنة وطنية عقدت حتى اليوم 12 اجتماع في الدول الثلاث، وتوصلت إلى مسألة الاستعانة بخدمات استشاري عالمي لإجراء هاتين الدراستين، وتم توقيع عقدها أمس، وقال أمامنا 11 شهراً لاختتام هذه الدراسات متمنياً أن تؤتي أكلها، نافياً أن يكون هناك تأخير، مضيفاً من الطبيعي عندما يتم التوصية باجراء دراستين أن ينخرط القائمون على الأمر في إعداد الشروط المرجعية ونطاق الأعمال وإعداد القوائم المختصرة للاستشاريين العالميين ودعوتهم للتنافس وقبول عروضهم وتقييمها وترسيتها والتفاوض حولها وتوقيعها، وكل هذا العمل أخذ وقتاً، وقال موسى ان العقد حدد كيفية سير الأمور بين الاستشاري والدول الثلاث، مشيراً إلى أن العمل سيكون استشارياً عادياً، كما هو متعارف عليه بين الدول
التاريخ يبدأ من هنا
ووصف وزير الموارد المائية المصري الدكتور محمد عبد العاطي التوقيع بالجيد وقال انه حدث طال انتظاره كثيراً، وزاد: “ التاريخ يبدأ من هنا “ مشيراً إلى أن الأحلام أكبر من مجرد التوقيع على العقد معلنا عن الإتفاق على ما أسماه بالإصلاحات الكبيرة لتحقيق الازدهار للدول الثلاث فى توفير الكهرباء ولتحفيف الفاقد المائي، لافتاً إلى بذلهم لمجهود كبيرة منذ سنوات من أجل جعل الدراسات مقبولة لجميع الأطراف وتحقيق التوافق عليها، مشيدا بمجهودات الدول الثلاث في هذا العمل بروح الإصرار والعزيمة لتحقيق هذه المجهودات وبناء الثقة بين جميع الأطراف، مؤكداً على حرصهم علي إقناع جميع الأطراف بما تم فعله خلال الشهور الـ12 الماضية، وأضاف أمضينا 12 شهراً لتحقيق الدراسة، وأشار إلى أن الاستشاريين لديهم روح الإصرار للبدء فى الخطوة التالية لتحقيق التكامل والازدهار لدولنا
دعم الثقة
وأشاد وزير الري الاثيوبي موتوما مكاسا باللجنة الوطنية ودعمها للسد من قبل مصر والسودان ومن أجل تنفيذ توصيات الدراسات وماقام به وزراء المياه والخارجية من أجل تمكين الدراسات، وأبان أنه فى العامين السابقين كانت هنالك مناقشات ثرة بين الخبراء والاستشاريين لاجراء هذه العقودات، استرشدنا بها ووضعنا الوثائق والصلاحيات ولوائح الإجراءات للجنة الوطنية التي قامت بواجبها، وقال نحن نبدأ خطة جديدة مشيراً إلى أن نتائج الدراسات ستستفيد منها الدول الثلاث، وجدد على مواصلة احترام المباديء للاتفاق الذي قال إنه لايضر الدول الثلاث، وقال إن الدراسات سوف تستغل استغلالا جديدا للاستفادة من المياه العابرة للحدود بالتعاون مع اللجنة الوطنية، وأضاف يجب أن نعمل للتعريف من أجل التمكين لهذه الدراسات بالابتعاد عن الجوانب السياسية، وقال إن الدراسات تدعم الثقة بين الدول الثلاث، وتحقيق العدالة والتنمية وإزالة الفقر والتكامل الإقليمي، وشكرا حكومة السودان
ممثل الشركتين الفرنسيتين الاستشارية مستر جين كريستيان أكد التزامهم بإنهاء الدراسات في الزمن المحدد بعام داعياً وزراء الري بالدول الثلاث لتقديم الدعم اللازم لهم لإنجاح المشروع
تقرير:اشراقة الحلو
صحيفة آخر لحظة