أعلنت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بقيادة ريك مشار، أن مكتبها السياسي سيعقد غداً الإثنين، في العاصمة السودانية الخرطوم، أول اجتماع له منذ تجدد الاشتباكات في يوليو/ تموز الماضي مع القوات الموالية للرئيس، سلفاكير ميارديت.
وقال “سبت مقوك” القيادي في الحركة للأناضول، إن “20 من أعضاء المكتب السياسي الذي يضم 28 عضوًا، وصلوا الخرطوم بالفعل قادمين من إثيوبيا وكينيا، لبدء اجتماعهم الذي سيستمر يومين برئاسة مشار”.
وأوضح مقوك إن “الاجتماع سيناقش مستقبل عملية السلام بعد الاشتباكات الأخيرة “لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول مكان الاجتماع، وإن كان سيسمح للصحفيين بتغطيته”.
وفي انتكاسة جديدة لاتفاق السلام الهش الذي أبرمه “سلفاكير” و”مشار” في أغسطس/ آب 2015 وسط ضغوط دولية، عاودت القوات الموالية لكليهما الاقتتال بالعاصمة جوبا في يوليو الماضي، مخلفة نحو 300 قتيل مع نزوح عشرات الآلاف.
وإثر المعارك غادر “مشار” جوبا إلى جهة لم يكشف عنها حتى إعلان الخرطوم الشهر الماضي اسضافته لـ”أسباب إنسانية وحاجته للعلاج”، وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة إن بعثتها في الكونغو الديمقراطية أجلته من نقطة حدودية مع جنوب السودان.
وجاء إعلان الخرطوم متزامنا مع زيارة لـ”تعبان دينق” الذي عينه “سلفاكير” في نهايات يوليو/ تموز الماضي نائبًا أولًا له، بدلًا من “مشار” قبل يومين من طرد الأخير له من حركته.
وخلافًا للأيام الأولى التي عارضت فيها قوى إقليمية ودولية بشدة تعيين “دينق” معتبرة إن مشار هو الرئيس “الشرعي” للمعارضة المسلحة، بدأ الأخير مؤخرًا في فقدان هذا الدعم.
والأسبوع قبل الماضي، قال المبعوث الأمريكي لجنوب السودان دونالد بوث، إن إدارته تعتقد إنه “ليس من الحكمة أن يعود مشار إلى منصبه بجوبا، في ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد”.
وتقلد مشار منصب النائب الأول لسفاكير ضمن حكومة انتقالية أقرها اتفاق السلام وهو نفس المنصب الذي كان يشغله قبيل تمرده في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بعد أشهر من إقالته وسط تنافس الرجلين على النفوذ في الدولة الناشئة.
وأخذ الصراع الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وشرد نحو مليوني شخص طابعًا عرقيًا بين قبيلة “الدينكا” التي ينتمي لها سلفاكير وقبيلة “النوير” التي ينتمي لها مشار، وهما أكبر قبيلتين في البلاد التي تلعب فيها القبلية دورًا محوريًا في الحياة السياسية.
وانفصل جنوب السودان عن الدولة الأم في يوليو/ تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005، لينهي عقودًا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
الاناضول