أريتك تبقى طيب إنت
انعقدت صلاة العيد لحي القادسية على سفح جسر الجريفات المنشية، وعلى مقربة من مستشفى شرق النيل الذي يستضيف مجموعات من الإخوة اليمنيين ، من مصابي العمليات الحربية، التي يرزح تحت وطأتها اليمن السعيد الذي شقي بهذه الفتن المذهبية، وذلك منذ انفجار الأوضاع في هذا البلد الشقيق على النحو المأساوي الذي نشاهده يومياً على شاشة الفضائيات العالمية !! نسأل الله تعالى أن يفرج عليهم وعلى كل إخواننا في الدول التي تعيش انفلاتا وظروفا إنسانية بالغة ..
* جلس إلى جانبي في مصلى العيد مجموعة من هؤلاء الإخوة، بعضهم بدأ يتعافى، وبعض آخر يتحامل على نفسه، ليشهدوا صلاة العيد الجامعة مع أشقائهم السودانيين ..
* تحسست لحظتئذ أحوال بلادنا (بلاد النيل والشمس والصحراء) والحركات المسلحة، وأصبت بحالة حزن وشفقة، لا سمح الله، إذا ما استيقظنا ذات صباح مشؤوم على وقع انهيارالأمن في بلد تتجاذبه المخاطر، وتحيط به أطماع النخب، وتتهدده الحركات المسلحة تحت دعاوى التحرير والتطهير !!
* فليس هنالك نعمة على وجه هذه الأرض أعظم من نعمة الأمن والأمان، فالذين فقدوا هذه النعمة وأصبحوا يهيمون على وجوههم في الصحارى والبحار والمحيطات، لم تسعفهم ثرواتهم من النفط ومكتسباتهم من العملات الحرة والأرصدة !! .. على أن نعمة الأمن أغلى سلعة في هذا الزمان الذي فقد فيه الأمان !! وبين يديكم مثال الدولة الليبية التي كان دخل الفرد فيها هو الأعلى، بحيث كان يساوي دينارها خمسة دولارات قبل أن ينهار تحت وقع انهيار الدولة، إلى أقل مستوى له على مدى التأريخ !!
* صحيح إن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية ومصاعب معيشية بالغة، بيد أن هذه المصاعب المعيشية تهون ألف مرة إذا ما قورنت بنعمة الأمن التي نحن عليها .. وهي لعمري نعمة تستوجب الاستشعار والشكر والامتنان ..
* بطبيعة الحال، يجب ألا نضع شعبنا بين خيار الأمن مقابل المعاش !! .. على أننا كأمة سودانية عريقة عظيمة، تستحق أن تتمتع بنعمتي الأمن ورغد العيش، كما يقع على عاتق الحكومة مهمة تعميم وتوطين نعمة السلام وفرض الأمن في كل جيوب الأوطان، ومن ثم تعمل على تخفيف وطأة معاش الناس وتحسين سبل حياتهم وتجويد خدماتهم، فتأخذ أمر الاقتصاد بقوة معرفية تخطيطية وهمة إنتاجية قوية ..
* على أن يتواضع الجميع، حكومة ونخبا ومعارضة وحركات، على عدم استخدام السلاح والقوة كوسيلة سياسية للوصول للحكم، ليس ذلك رفقة بطرف سياسي وإنما ترفقا بهذا الوطن العزيز، على أن هذا السودان بمثابة ميداننا الوحيد الذي يلعب عليه السياسيون، فلئن فقدناه لم نجد الذي فيه نلعب !!
* هل نطمع ، والحال هذه والمخاطر والأطماع ، أن نعمل كصحافة وإعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني، على توسيع وترسيخ كتلة السلام الجماهيرية، ومن ثم لتفرض نفسها وأجندتها على الساسة والنخب وكل الذين يتحدثون ويناضلون باسمنا ..
* مخرج ..لا يسعنا إلا الذهاب في قوافل ذلك الهتاف … للوطن في يوم عيدنا … أريتك تبقى طيب إنت .. أنا البي كلو هين …. وكل عام وأنتم بخير …