وجدت فكرة فتاة سعودية اقترحت إضافة رمز تعبيري “إيموجي” جديد عبارة عن فتاة ترتدي حجاباً وشاب يرتدي الشماغ، صدى واسعاً في الأوساط الإعلامية الدولية، حيث كتبت عنها عدد من الصحف والمواقع الأجنبية.
ورأى الكثيرون في الفكرة دلالة على الانفتاح المنشود في مقابل الصورة النمطية للإسلام بالإضافة إلى تعزيز حرية التعبير، باعتبار أن هذه الرموز لها انتشار واسع اليوم في أوساط الشباب وتستخدم بكثافة في كافة وسائل التواصل الاجتماعي.
وسوف يكون متاحاً في القريب استخدام هذه الرموز التعبيرية الجديدة، للفتاة البالغة من العمر 15 عاماً، واسمها ريوف الحميدي، عبر “مجمع يونيكود” وهو مؤسسة ألمانية تقوم على مراجعة هذه الرموز ومن ثم تطويرها وإطلاقها.
وقالت الحميدي في رسالة أرسلتها إلى “يونيكود”: “إن ثمة ضرورة لهذه الرموز التي تعكس مشاعر الملايين من الناس حول العالم، من المسلمين، فهناك فتيات ونساء لا يرغبن بسوى صورتهن بالحجاب وليس لديهن رضا عن رأس مكشوف الشعر”.
وقد ردت المؤسسة ومقرها برلين على الحميدي بأن الرمز الذي اقترحته عميق ومتميز.
وتشير ريوف التي تقيم في برلين إلى أن الفكرة تولدت عبر نقاشات مع صديقات لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب ملاحظة غياب الرموز الإسلامية، وترى أن ذلك سوف يساعد ليس المسلمات فحسب بل أيضاً النساء من الديانات الأخرى كالأرثوذكسيات مثلا، ممن يرغبن في التعبير عن هويتهن الدينية.
ويتوقع أن يضاف الرمز الجديد إلى الهواتف النقالة ووسائل التواصل مطلع العام المقبل، وقبلها في نوفمبر القادم تقدم الحميدي فكرتها للجنة التقنية.
ويشار إلى أن موقع “muslimemoji”، كان قد أطلق مطلع العام الجاري، عدداً من الرموز التعبيرية التي تعمل على أنظمة أندرويد وiOS، التي حملت لمحات إسلامية، تجاوز عددها مائة إيموجي، يتم تطويرها وزيادتها، تعمل مع برامج المراسلة الفورية وتظهر فيها، فتيات محجبات والكعبة مثلاً.
لكن الوجوه في الموقع المذكور هي نفسها الشائعة مع إضافة اللحى والحجاب، إذ لم يعد رسم الهوية للشكل، كذلك فإن هذه الرموز تظل محدودة الاستخدام لمن يتعرف على الموقع ولا تعمل بكل الوسائط، بخلاف رموز الحميدي التي سوف تكون مشاعة للكل، وربما يستخدمها غير المسلمين من الشباب خاصة، كنوع من التغيير.
وهذا سوف يفتح المجال للتعبير عن الكثير من المشاعر المرتبطة بالمشاعر الدينية الإسلامية وغيرها عبر هذه الرموز الجديدة.
ويدل تفاعل وسائل الإعلام عالمياً مع الـ”إيموجي” الإسلامي على ثورة مقبلة في هذا المجال، فقد حصلت الفكرة سريعاً على دعم من أسماء كبيرة في مجال التقنية، مثل مؤسس موقع Reddit، الذي استضاف عبر موقعه نقاشاً تحدثت فيه ريوف الحميدي عن فكرتها.
وعادة ما تثير الرموز الدينية جدلاً في الوسائل الإعلامية لاسيما في الغرب، كما في قصة الـ”بوركيني” التي جرت في فرنسا في الفترة الأخيرة وانتهت بقرار قضائي بالسماح للنساء بالسباحة به، رغم الرفض الأول الذي قوبل به من الشرطة الفرنسية.
العربية نت