على الرغم من أهمية مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف، والذي بات يتسع لأكثر من مليوني ونصف المليون مُصَلٍّ بدلاً من 1.7 مليون قبل خمس سنوات، إلا أن تلك المشاريع تعرضت لانتقادات كبيرة من المهتمين بالتراث الإسلامي.
واعتبر المنتقدون أن أعمال التوسعة تشوه تاريخ المدينة الموغل في القدم، بسبب التصميمات المعمارية الإسلامية المزيفة، ولم تراع أهمية بعض الأماكن البارزة، التي كانت تعج بها مكة المكرمة، كالبيت الذي وُلد فيه الرسول أو الذي ترعرع فيه.
ويقول المهتم في التاريخ الإسلامي، الدكتور عبد الله القاسمي، أن المعالم التاريخية في المدينة تحولت لأماكن لا تمت إلى التاريخ الإسلامي بصلة، مضيفا لـ “العربي الجديد” :”بدلا من دوار الندوة وبيت خديجة وبيت عبد المطلب، صرنا نشاهد فنادق فاخرة، ومواقف سيارات وأسواقاً تعج بأكبر الماركات العالمية”.
ويتابع “صحيح أن توسعة الحرم وسعت على الناس، لكنها قضت على تاريخ مكة. كان يمكن أن يتم الحفاظ على الاثنين معاً، ولكن كان بعض رجال الدين يعتقدون أن هذه الآثار تضر بعقيدة الناس”.
ويشدد القاسمي على أن تدمير الآثار الإسلامية في مكة بدأ قبل مشاريع التوسعة بكثير، مشيراً إلى محاولة هيئة الآثار والسياحة الحفاظ على ما تبقى من آثار في مكة، من خلال مبادرة (معاد) لتعزيز الهوية المكية والعناية بالآثار والمعالم التاريخية، ولكن لسوء الحظ لم يبق الكثير منها حاليا، خاصة بعد أن قضى برج الساعة على أكثر من 400 موقع تاريخي وثقافي، بينها مبانٍ يعُود عمرها إلى أزيد من ألف سنة.
وتحولت الآثار المهمة إلى أماكن لا علاقة لها بالتاريخ، وفي ما يلي أهم خمسة معالم تاريخية في مكة لم يعد لها وجود:
1- بيت خديجة
البيت الذي عاش فيه الرسول الكريم، وتلقى الوحي فيه، وولدت فيه بناته، حتى هاجر إلى المدينة المنورة. وكان يقع في زقاق الحجر في مكة المكرمة.
وأهمل البيت الأثري بعد أن تحولت المنطقة في بعض الأوقات إلى سوق للماشية، وتعرض البيت لحملة كبيرة من رجال الدين لهدمه خوفاً من أن يتحول إلى مزار شركي، وهدم مع التوسعات وتحول إلى دورات مياه للوضوء.
2- بيت أبي بكر الصديق
البيت الذي عاش فيه الخليفة الراشد الأول، أبو بكر الصديق، وولدت فيه أم المؤمنين عائشة، تحول إلى فندق مكَّة هيلتُون.
3- قلعة أجياد
تم بناء القلعة الأثرية في عام 1780 لحماية مكَّة من هجمات اللصوص والغزاة. واتخذ القرار بهدمها لبناء فندق الساعة، ولكن بعد تدخل هيئة الآثار تقرر نقل القلعة إلى مكان آخر لم يتم تحديده بعد.
4- مسجد انشقاق القمر
المكان الذي شهد معجزة انشقاق القمر تحول إلى مسجد، ولكن تم هدم المسجد مع جزء من جبل أبي قبيس من أجل التوسعة الأخيرة.
5- دار الأرقم بن أبي الأرقم
من أهم الآثار العربية في الجاهلية والإسلام، وكانت الدار مركز اجتماع الصحابة مع رسول الله، وفيها أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب. وكان موقعها على يسار جبل الصفا وجرى هدم هذه الدار التاريخية عام 1955 وأدخلت في توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبد العزيز.
العربي الجديد