بلغ سعر صرف الدولار 13.80ليتراجع في خلال الايام الماضية بعد ان شكل تصاعده وبلوغه حدود 17 جنيها علامة استفهام وضعت عدة تساؤلات كيف صعد سعر الدولار ؟ وماهي الاسباب التي جعلته يقفز عدة قفزات في زمن قياسي ؟في ظل رقابة البنك المركزي والاجهزة الرسمية للدولة ؟ ما دعا خبراء يعقدون عدة ندوات نوهت لخطورة الامر ونادي محافظ البنك المركزي السابق د. صابر محمد الحسن بنك السودان بتشديد الرقابة على تجارة العملات وخروجه من شراء الذهب ، الامر الذي ادى لتدخل الدولة للسيطرة على ارتفاع الدولار واتخاذ المركزي اجراءات لم يكشف النقاب عنها مما ادى الي تراجع سعره في السوق الموازي بصورة، لافتة ليصل دون 14 جنيها.
إحجام تداول
وقال تاجر عملة فضل حجب اسمه « للصحافة » ان سعر الدولار هبط ليصل 13.80 جنيه في ظرف ثلاثة ايام ، مشيرا الي توفر العرض مع احجام في التداول بسبب التشديد الذي مارسته الاجهزة الامنية في هذه الايام على تداول بيع العملات، وقال ان السوق يشهد تراجعا كبيرا مما دعاهم للاحجام عن شراء او بيع الدولار لعدم ثبات السعر، مضيفا ان معظم المتعاملين معهم من فئة التجار والمغتربين تخوفوا من التداول في الدولار وفضلوا عدم البيع .
وبحسب متعاملين في السوق استطلعتهم «الصحافة» فان انخفاض سعر الدولار يعتبر اول واكبر انخفاض في الفترة الماضية، واشار المتعاملون في السوق ان ذلك يعود الي توقف أية مؤسسة عن شراء الدولار.
وتشير معظم التحليلات ان سعر صرف الدولار معرض للانخفاض الفترة المقبلة، لتفعيل استئناف التعاون مع دولة جنوب السودان بجانب توقف الطلب على الدولار من قبل الحجاج ووصول عدد من المغتربين من اجازاتهم بجانب تدفقات مالية وصلت من السعودية نتيجة زيادة صادرات الماشية الي السعودية.
اسباب الارتفاع
وعزا خبراء السبب الرئيسي لارتفاع سعر صرف الدولار يعود إلي انفصال جنوب السودان في 2011، مما أفقد البلاد نحو 75% من إنتاج النفط الذي يمثل أكثر من 90% من مصادر النقد الأجنبي، كما أفقدها نحو 50% من إيرادات الموازنة العامة واثرت العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان وأدت إلي تعقيدات في التحويلات المصرفية من وإلي السودان وبلغت واردات البلاد أكثر من سبعة مليارات دولار سنويا في حين لم تتجاوز صادراتها أربعة مليارات دولار.
ورغم هذا الهبوط تري وزارة المالية والاقتصاد الوطني السودانية إن بإمكانها معالجة الأزمة وإن هنالك خططا طموحة تنتهجها الوزارة للارتقاء بالاقتصاد بما يقوي من العملة الوطنية.
تفعيل اتفاقيات
وصبت زيارة وزير الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي بالمملكة العربية السعودية الي البلاد في بداية الشهر الماضي، وبحسب نتائج الزيارة فان وزير الثروة الحيوانية السوداني تمكن من التوصل مع وزير الزراعة السعودي الي زيادة صادرات الثروة الحيوانية بنسبة 100 % ، وتوصل الجانبان الي تنويع التبادل في مجال الثروة الحيوانية لتدخل لاول مرة تجارة الأبقار بين البلدين خاصة ان معظم تجارة المواشي تنحصر في الأغنام والإبل بجانب الاختراق الكبير في زيادة صادرات الأبقار وفق الاشتراطات الصحية السعودية المطلوبة وهو ما اكده مصدران يعملان في تجارة الماشية ، عن ابرام خلال هذا العام عقودا كثيرة لتوفير أضحية للحجاج تصل الي نحو مليوني رأس من المواشي وهو مايشكل عملات صعبة تصب في اطار خفض سعر الدولار وتوفره في الصرافات ما يمكن كل المتعاملين من اخذ حصتهم دون المرور بالسوق الموازي الذي توقع عدد من المحللين ان تسيطر الدولة عليه في الفترة المقبلة ، بعد تفعيل الصرافات بجانب العمل على تنشيط التجارة الحدودية بين عدد من الدول المجاورة للسودان في ظل نجاح الموسم الزراعي الذي تقول الارقام والتقديرات ان الرقعة الزراعية تجاوزت 50 مليون فدان بمختلف المحاصيل مما يعني زيادة الصادرات وتقليل الواردات بجانب ارتفاع سعر السمسم السوداني بالاسواق العالمية بصورة طفيفة فان تحليلا من وزارة الزراعة يشير الي زيادة المساحة المزروعة باكثر من المخطط له.
توقع نزول الدولار
ولفت الخبير الوطني د. هيثم فتحي الي ان السوق الموازي يشهد حاليا حالة من الاضطراب بعد محاولات التجار بيع ما لديهم من عملات لإدراك الخسائر التي تعرضوا لها لشرائهم الدولار بأسعار مرتفعة وبعد تراجع سعره حيث عمل التجار الي بيع ما لديهم من عملة وما لديهم من مخزون دولاري، كما زاد المعروض في السوق، بجانب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي لضبط السوق الموازي وهو معرض للانخفاض الفترة المقبلة، نتيجة بدء تفعيل استئناف التعاون مع دولة جنوب السودان بجانب توقف الطلب على الدولار من قبل الحجاج ووصول عدد من المغتربين في اجازاتهم ، ولجأ تجار العملة لبيع ما لديهم من مخزون دولاري زود المعروض في السوق وأسهم في مزيد من تراجع العملة الأمريكية، بحانب الإجراءات التي تتخذها الحكومة والبنك المركزي لضبط السوق الموازي، عدد كبير من شركات الصرافة أوقفت تعاملاتها في السوق السوداء للدولار جراء الرقابة الشديدة على السوق خاصة بعد تهديدات الحكومة والبنك المركزي باغلاق الصرافات المتلاعبة.
منوها الي أن حدوث تراجع في سعر الدولار بالسوق السوداء لابد أن يتوازي مع مساعي من الحكومة لجذب مزيد من الاستثمارات المباشرة، داعيا الدولة الي تبسيط إجراءات الدخول للسوق ووضع وسيلة واضحة لرسم خارطة تحرير السوق .
ترشيد الانفاق الحكومي
فيما قال الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادي ان موسم الحج يشكل سوقا لطلب الدولار ما يجعله في حالة صعود وهبوط بين« 13-17» جنيها بجانب حاجة التجار لاستجلاب احتياجات العيد وينشط تجار الشنطة في هذه الفترة، مشيرا ان نزول سعر الدولار في هذه الفترة جاء نتيجة لسفر معظم تجار العملة الي الحج وعملوا على قفل اعمالهم بجانب الاجراءات التي اتبعتها الدولة في ملاحقة عدد منهم افضي الي هذا الانخفاض .
ودعا الرمادي الي تقليل سعر الانفاق الحكومي، مشيرا الي ان تأثر سعر الدولار بالاشاعة يدل على مدي هشاشة الوضع الاقتصادي بالبلاد، مضيفا ان دعوة الوزير السابق عبدالرحيم حمدي بتحرير سعر الصرف تعد كارثة اذا تم الاخذ بها لتازم وضع الاقتصاد في الوقت الراهن وان مثل هذا القرار يمكن ان يتم العمل به اذا امتلك السودان نحو 10 مليارات دولار كاحتياطي نقدي بالبنك المركزي بجانب الدعوة بعدم شراء الذهب من بنك السودان، مطالبا بالحد من ظاهرة تهريب الذهب الذي وصلت نسبة تهريبه احيانا 50% ، منوها ان مسألة شراء الذهب تعتبر مسألة سيادية ، لافتا ان قيمة الذهب المهرب سنويا تقارب الثلاثة مليارات دولار كان يمكن ان تساعد في خفض ارتفاع الدولار مطالبا المركزي بتشديد الرقابة على العملات الاجنبية .
ونادى الرمادي بالعمل على كسب ثقة المغتربين حتي يتسنى لهم تحويل مدخراتهم عبر المصارف السودانية وصرفها لهم بنفس القيمة بدلا عن صرفها بالعملة المحلية كما حدث في السابق .
ومضي الرمادي في قولة ان مدخرات المغتربين تشكل موردا في معظم دول العالم، داعيا الي ايجاد شركات تأمين لضمان مدخرات المغتربين بالعملة الحرة هذه الخطوة تساعد في استقرار سعر الدولار.
الخرطوم : يوسف حمدالنيل
الصحافة