“في الساعات الأخيرة قبل أن يُذبح يستحق الدجاج أن يشعر بالراحة بقدر جيد، وألا يكون مُجهداً نسبيا”، هذه هي رسالة التوصيات الرسمية الأولى لصناعة الدواجن، الصادرة مؤخراً من قِبل مقاطعة ساندونغ الصينية بشأن كيفية ذبح الحيوانات.
وتلك المبادئ التوجيهية غير الإلزامية، بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2016، جاءت مدفوعة باعتبارات تجارية، كما هو الحال باعتبارات الرفق بالحيوان، فمقاطعة شاندونغ تعد مُنتِجاً صينياً رائداً للدواجن، لكن الأضرار التي تلحق بالطيور – مثل كسور الأطراف وجلطات الدم في اللحوم – قد أضرت بحركة الصادرات.
ومع ذلك، فإن دعاة الرفق بالحيوان يشيدون من جانبهم بتلك المعايير.
“إنها مبادئ توجيهية محددة”، هكذا يقول جيف تشو، المبعوث الصيني لدى اللجنة العالمية للزراعة، وهي مُنظمة بريطانية تدعو لإنهاء المصانع الزراعية، والذي يضيف: “أنا مُمتن للغاية أنهم فعلوا ذلك في شاندونغ”.
وتلك التوجيهات، وفقاً لصحفية People’s Daily الصينية، وهي صحيفة شيوعية بالبلاد، تسرد خطوات للذبح وتفاصيل الإجراءات الموصى بها، للتأكد من أن موت الدجاج لم يكن مؤلماً بقدر الإمكان.
فعلى سبيل المثال، تنصح المبادئ التوجيهية بعدم نقل الدواجن الحية لمدد أطول من 3 ساعات، وأنه ينبغي الإمساك بالدجاج بكلا اليدين، وألا يُحمل من جناح واحد أو ساق واحدة، وقبل الذبح ينبغي أن يخدّر الدجاج بغاز مُخدر أو بغمس رأسه بماء يمر به تيار كهربي.
كما أوصت تلك المبادئ باستخدام لوح تدليكي من شأنه سند صدر الدواجن، عندما تتحرك على الخط المُخصص المؤدي إلى عملية تخديرها.
والذبح الإنساني وحده لا يمحو كل القسوة التي تتعرض لها الدواجن في مزارع المصانع – بحسب تشو – لكن الإرشادات الجديدة تعالج جزءاً من الأمر، إذ يقول إنها “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وتعمل المنظمة مع شركائها الصينيين، بما في ذلك لجنة التعاون الدولي للرفق بالحيوان، وهو معهد بحثي تدعمه الحكومة، وذلك للدفع بالمزيد من الممارسات الإنسانية في الصين، وأصدرت كذلك توصيات مشابهة لتربية ونقل وذبح الخنازير والبقر والأغنام.
ورغم أن إرشادات شاندونغ تعد الأولى من نوعها بالصين بشأن ذبح الدجاج، فإن إجراءات الحد من معاناة الحيوانات وتحسين جودة اللحوم تتّبع في أماكن أُخرى لأنواع مختلفة من حيوانات المزارع.
فالمسالخ الكبرى في بكين – على سبيل المثال – تقوم بالفعل بصعق الدجاج بغمس رؤوسها وأيديها في ماء مُكهرب، بحسب صحيفة “بكين نيوز”.
ومدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان، تطلب من المسالخ السماح للخنازير بالراحة لمدة 12 ساعة على الأقل بعد نقلها إلى المسلخ وقبل ذبحها، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة Dahe المحلية في عام 2010، كما تترتب على انتهاكات حمل الحيوانات ونقلها غرامة تصل إلى 50 ألف رنمينبي، أو ما يعادل 7.500 دولار أميركي.
وفي الصين، حيث أدّت ممارسات مزارع المصانع والتراخي في تطبيق قوانين السلامة الغذائية إلى فضيحة تلو الأخرى، يوجد حافز تجاري لمعاملة الحيوانات على نحو أفضل.
فيقول سون جينغ شين، أستاذ علوم الأغذية بجامعة تشينغداو الزراعية ومُعِدّ المبادئ التوجيهية لمقاطعة شاندونغ، إنه بتبني عدد أكبر من المسالخ للمعاملة الإنسانية للماشية قد تجد اللحوم الصينية قبولاً أكبر لدى الأسواق الراقية في الداخل والخارج.
وبالنظر إلى اهتمام المستهلكين الأوروبيين بالرفق بالحيوان، يقول سون: “بشأن الأساليب المفضلة لتغييب الدجاج عن الوعي بالكهرباء لقد اعتمدنا نظام الضغط العالي المستخدم في الاتحاد الأوروبي بدلاً من أن أسلوب الولايات المتحدة الذي يقوم على تيار مُنخفض”.
وأضاف سون أن “طريقة الاتحاد الأوروبي تعتبر أكثر إنسانية، حتى وإن كانت تؤدي إلى انخفاض جودة اللحوم”.
يُذكر أن الصين تعد ثاني أكبر مُنتِجٍ رائد في العالم للحوم بعد الولايات المتحدة، بإنتاج 13.4 مليون طن في العام الماضي، وفقاً لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة، ومع ذلك فقد احتلّت المركز الخامس في الصادرات بنحو 401 ألف طن في ذلك العام.
هافغنتون بوست