صديقي أستاذ الدراما ممثل السودان الأول الدكتور ” الهادي الصديق ” أو ” دكين ” كما يحلو لمعجبيه ومحبيه أن ينادوه، عاشق للحم الضأن المشوي والمبهر، شأني .. و شأن غالبية جماهير الشعب السوداني المصابة بالقاوت وارتفاع الكوليسترول .
” دكين ” عاد قبل أيام من رحلة إلى ولايات دارفور، لإنتاج أعمال درامية لإذاعة دارفور، وقد ارتبط فناننا الكبير خلال الفترة الأخيرة بإقليم دارفور وازداد عشقه لإنسان الغرب، وطبيعته الخلابة وثقافته وعاداته .. ولحم ضأنه !!
ولأن الرجل سليل (البطانة) كثير الترحال إلى دارفور، فقد بدأ منزعجاً خلال نقاشه معي أمس الأول من ارتفاع سعر كيلو الضأن في شرق الجزيرة في بلدة أصهاره ” ودراوة ” إلى (120) جنيهاً، فيما يباع في الخرطوم بـ(90) جنيهاً، في وقت لا يزيد فيه كيلو الضأن عن (30) جنيهاً فقط في مدينتَيْ ” الجنينة ” و ” زالنجي ” !!
فهل تبلغ قيمة ترحيل وجبايات المحليات وجهات أخرى في الطريق (50) جنيهاً على الكيلو الواحد من دارفور إلى الخرطوم، هذا إذا اعتبرنا أن الجزار في الحي يضيف من (10) إلى (20) جنيهاً على الكيلو!!
أليست هي مبالغات ومزايدات وطمع وجشع واستهبال ؟!
هل يمكن أن تبلغ قيمة ترحيل (كيلو جرام) من ألمانيا.. أو الصين بالطيران إلى الخرطوم (50) جنيهاً ؟!
هل ” الجنينة ” و ” زالنجي” مدينتان في ” الأرجنتين “، أم داخل حدود جمهورية السودان ؟!
في كل بلاد العالم هناك مدن، خاصة العواصم، ترتفع فيها أسعار عامة السلع عن بقية المدن، مع بعض الاستثناءات، ففي ألمانيا – مثلاً – تعتبر ” برلين ” العاصمة الأرخص من ناحية تكلفة المعيشة قياساً إلى مدينتَيْ ” فرانكفورت ” و ” ميونيخ “، ولكن الفارق لا يكون بالأضعاف كما هو الحال في فرق سعر كيلو الضأن بين ” الجنينة ” من جهة .. و ” الخرطوم ” و ” ود مدني ” و ” ودراوة ” !!
نحن على مسافة (5) أيام من عيد الأضحى المبارك، وملايين المواطنين يطمحون إلى الحصول على أضاحي بأسعار مناسبة في ظل القهر الاقتصادي الطاحن، تقرباً إلى الله واقتداء بسنة نبينا ” محمد ” عليه الصلاة والسلام، نرجو أن تتدخل قيادة الدولة ممثلة في السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية المشرف على القطاع الاقتصادي الفريق أول ” بكري حسن صالح ” بأن يأمر سيادته، دام فضله، بمرور جميع شاحنات الأضاحي من ولايات دارفور وكردفان وإلى الخرطوم، دون أي رسوم أو ضرائب حتى أول أيام عيد الأضحى المبارك .
ألا يستحق الشعب السوداني (عيدية) من حكومته.. هل هو أمر عسير التنفيذ ويؤثر على الميزانية العامة التي تم تعديلها عشرين مرة ؟!
كلا.. و كلا.. إنه أمر هين، وليس بعزيز على شعبنا الصابر الصبور .
افعلها سيدي الفريق ..على أن تتوجه الشاحنات المعفاة من الرسوم تحت رقابة الأمن الاقتصادي إلى الميادين التي خصصتها ولاية الخرطوم للبيع بالكيلو .
أضحية مباركة.