تتّجه السويد نحو تطبيق نظام عمل الست ساعات فقط بدلاً من الثماني ساعات، في محاولة لزيادة الإنتاجيّة وجعل الناس أكثر سعادة. ويأتي هذا القرار بعد إجراء دراسة شملت 600 ألف شخص، وقد أشارت إلى أن العمل أكثر من 50 ساعة أسبوعياً (أي أكثر من ثماني ساعات في اليوم) لا يزيد الإنتاجية، وقد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية. وبدأت بعض الشركات في مختلف أنحاء البلاد تطبيق نظام العمل الجديد بحسب موقع “ساينس آلرت”، الذي أشار إلى أن الهدف هو زيادة الإنتاجية في وقت أقل، وضمان أن يبقى الناس قادرين على الاستمتاع في حياتهم الخاصة بعد انتهاء دوام العمل.
وكانت شركة “تويوتا” في غوتنبرغ، ثاني أكبر مدينة في السويد، قد اتبعت نظام العمل هذا قبل 13 عاماً، ولاحظت أنّ موظّفيها باتوا أكثر سعادة، ما أدّى إلى زيادة أرباح الشركة.
أما شركة “فيليمندوس”، المتخصّصة في تطوير البرمجيات، ومقرّها العاصمة ستوكهولم، فقد بدأت تطبيق نظام العمل الجديد العام الماضي. ويقول الرئيس التنفيذي للشركة، لينوس فلت، لمجلة “فاست كومباني”، إن العمل لثماني ساعات ليس فعالاً كما يعتقد كثيرون، لافتاً إلى أن التركيز لمدة ثماني ساعات يشكّل تحدياً كبيراً، ما يدفعنا إلى الراحة من وقت إلى آخر حتى نكون قادرين على مواصلة يومنا. في الوقت نفسه، نواجه صعوبات كثيرة في إدارة حياتنا الخاصة خارج العمل. من جهةٍ أخرى، يلفت إلى أنه لا يسمح للموظفين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل حرص أصحاب العمل على عدم تشتيت انتباه الموظفين.
ويرى فلت أن العمل لمدة ست ساعات سيمنح الموظفين القدرة والوقت للاستمتاع في حياتهم الخاصة بعد انتهاء دوام العمل، علماً أن الأمر يكون أكثر صعوبة وفق نظام العمل القديم. ويرى أن تركيز الموظفين على العمل سيكون أفضل وقف نظام الست ساعات. يضيف أنه سيزيد من قدرتهم على التحمّل، وسيكونون قادرين على الاستمتاع في حياتهم الخاصة بعد انتهاء دوام العمل.
وبحسب موقع “ساينس آلرت”، فإن الأطباء والممرضين في عدد من المستشفيات في البلاد قد انتقلوا إلى نظام الست ساعات. كذلك، أفادت دار للمسنين في غوتنبرغ بأنه بدأ العمل وفق نظام الست ساعات في أوائل العام الحالي، على أن تستمرّ في هذه التجربة حتى نهاية العام، لتحديد ما إذا كانت كلفة الاستعانة بموظفين جدد للتغطية تساوي تحسين الأداء وتقديم رعاية أفضل للعجزة أو المرضى وجعلهم أكثر سعادة وراحة.
العربي الجديد