تخلى فيسبوك بشكلٍ مباغت عن خدمات فريق المحررين المسؤولين عن كتابة الوصف الذي يظهر في قسم الموضوعات الصاعدة بالموقع، طبقاً لمصادر تحدّثت إلى موقع Quartz.
وبحسب تقريرٍ نشره موقع Tech Times، فقد تم إخطار الفريق المؤلف من حوالي 15 متعاقداً، بقرار إنهاء التعاقد، ثم طلب منهم مغادرة المبنى في اليوم نفسه.
ويقال إن بعض أعضاء الفريق التحريري عمل على الموضوعات الصاعدة بالموقع لأكثر من عام ونصف.
الذكاء البشري في مواجهة ذكاء الآلة
وبعد فصل الفريق التحريري، سيعتمد فيسبوك بشكلٍ رئيسي على خوارزميات حاسوبية تفحص الموضوعات التي تثير ضجة على الشبكات الاجتماعية، وهذه إحدى الطرق العديدة التي يستخدم بها فيسبوك ذكاء الآلة ليفهم كيف يستخدم مستخدمو الانترنت المنصة.
فبدلاً من فريق الكتّاب، سيراقب مهندسون النتائج التي تخرج بها الخوارزميات، ويحددون مدى أهميتها الإخبارية.
نائب المدير التنفيذي لشؤون العمليات العالمية جاستن اوسوفسكي، شرح الأمر في مايو/أيار 2016 قائلاً، “الموضوعات المرشحة للظهور في المنتج النهائي تبرزها الخوارزميات وليس الأشخاص”، لكنه اعترف أيضاً أن فريقاً من المحريين البشر “يلعب دوراً مهماً” في التأكد من أن النتائج ذات أهمية وجودة عالية.
لكن فريق الموضوعات الصاعدة السابق زعم وقتها أن المحررين ومنسقي الأخبار طُلب منهم اختيار المواضيع بشكلٍ يدوي، مستبعدين القصص التي يرونها محافظة أو ضد معتقداتهم الشخصية.
فيسبوك.. منصة لكل الأفكار
استجابة لمزاعم الانحياز السياسي التي خرجت في مايو/أيار 2016، تعهد فيسبوك بقصر اعتمادية الخوارزميات على 1000 منبر إعلامي تستقى منها القصص التي تظهر في قسم المواضيع الصاعدة.
وبينما تستمر الشركة الأميركية في تطوير الخدمة، سيزيل الموقع الفقرة المختصرة التي تُعطي لمحةً عن الموضوع، وسيظهر فقط عدد الأشخاص الذين يتحدّثون عنه.
وكما كان يحدث في السابق، سيحدد قسم المواضيع الصاعدة القصص التي سيروج لها بناءاً على عدد مرات ورودها والارتفاع السريع في عدد تلك المرات خلال فترة قصيرة.
بإنهاء التعاقد مع المحريين ومنسقي الأخبار وتقييم تلك التغيرات، يؤمن فيسبوك أنه سيحتاج إلى اتخاذ “قرارات أقل شخصيةً بشأن الموضوعات”. فكما تزعم الشركة، “فيسبوك هو منصة لكل الأفكار، ونحن ملتزمون بالحفاظ على الموضوعات الصاعدة بصفتها طريقة يلج الناس بها إلى طيفٍ واسع من الأفكار والتعليقات حول موضوعات متنوعة”.
هل يمكن لفيسبوك الاستغناء عن البشر؟
السؤال هو: كيف يمكن لفيسبوك تجريد نظامه بفعالية من التحيز البشري؟
من الخلاصة الإخبارية News Feed إلى قسم الموضوعات الصاعدة، يطور فيسبوك أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتتبصر أكثر بقاعدة المستخدمين بلا اعتماد على التدخل البشري أكثر من اللازم.
لكن تعلّم الآلة كثيراً ما يعتمد على إشارات، تشبه إلى حد كبير الإشارات المجتمعية، من البشر. وهذه الإشارات يمكن التقاطها من أنماط السلوك البشري.
ربما لعب الفريق التحريري السابق دوراً شديد الأهمية – بفحص القصص بناءاً على حكمهم الشخصي – في تطوير فيسبوك لخوارزمية فريدة تتشمّم الأخبار ببراعة.
وتظهر دراسة كيف أن التحيزات البشرية الواضحة في لغة البشر يمكن أن تنطبع على ذكاء الآلة. يقول الباحثون من جامعتي برنستون وباث: “التحيزات المشابهة للتحيزات البشرية في دلالات الألفاظ تنشأ عن استخدام التعلّم الآلي على اللغة العادية – نفس اللغة التي يتعرض لها البشر كل يوم”.
ومع ازدياد أعداد الذين يتوجهون إلى شبكات التواصل الاجتماعي بصفتها مصدراً للأخبار، فمن المهم الآن أكثر من أي وقتٍ مضى أن يضبط فيسبوك تركيبته بالشكل الصحيح.
هافغنتون بوست