لم تخل الأفلام العربية والمسلسلات الدرامية من مشاهد المرض والإصابات مثل الجروح وطلقات الرصاص وحتى لدغ الأفاعي، وتعلم المشاهدون طريقة إسعاف هذه الحالات المرضية، وأخذ البعض بها كحقائق طبية دون أن يعرفوا أنها ليست صحيحة.
“العربي الجديد” جمع بعض هذه الأخطاء التي رسخت في أذهان المشاهدين، واستطلع الرأي الطبي فيها.
كمادات الماء
وضع كمادات الماء البارد على جبهة المريض بمجرد إصابته بالحمى. وهذا المشهد الذي يتكرر في كل حالة مرض تصيب الطفل أو البطل، ليس صحيحا طبيا، لأن ارتفاع الحرارة لا تخفضه الكمادات على الجبهة، بل الأصح أن توضع على الرقبة وبين الفخذين وتحت الإبطين، ووضعها على الجبهة لا يخفض الحرارة إطلاقاً، وفقاً لاستشاري طب الأطفال الدكتور محمد أبو داوود.
الماء الساخن
تطلب الداية أو الطبيب الماء الساخن في حالات الولادة. والحقيقة أن معظم المشاهدين لا يعرفون السبب، والماء الساخن لا يستخدم في كل حالة ولادة إطلاقاً، ولا يستخدم أيضا لتعقيم أداه قص الحبل السري لأن الأفلام تعرض آنية ضخمة مليئة بالماء الساخن، ويوضح استشاري الأمراض النسائية والولادة الدكتور عدلي الحاج، حقيقة أن الماء الساخن يستخدم خصوصاً في حالة مجيء الطفل بالمقعدة، حيث يكون معرضاً للاختناق فتبلل فوطة بالماء الساخن وتمرر على جسمه بمجرد نزوله لتحفيز رئتيه على العمل لأول مرة.
امتصاص السم
مص السم عند مكان لدغ الأفعى هو طريقة بدائية لإسعاف المريض، ولكنها ليست الخطوة الوحيدة. وقد ظهرت في أكثر من فيلم، حيث قامت بها ماجدة الرومي في فيلم “عودة الابن الضال”، فيجب أن يربط المكان أعلى مكان اللدغة وليس فوقها كما يحدث في الأفلام، ويجب أن ينقل المصاب إلى أقرب مستشفى، فلا يعني مص السم أن جزءاً منه لا يسري في الدم، بحسب الدكتورة الصيدلانية شيماء يوسف.
الكي بالنار
يستخدم البعض الكي بالنار لتعقيم الجروح، وهذه طريقة قديمة وغير كافية، وربما تكون ضارة وانتشرت رغم عدم صحتها، ويتم الحرق بخرقة محترقة “التعطيب”، في هذه الحالة يجب الحصول على حقن ضد التسمم، وفق طبيبة الأسرة الدكتورة سميحة خليل.
قطرات الدواء
في الأفلام العربية القديمة، “الأبيض والأسود” خصوصاً، استخدمت الأدوية التي على شكل قطرات، وكان الطبيب ينبه إلى أن زيادة عدد القطرات لو قطرة واحدة سيسبب الموت للمريض. وسارت الأفلام على هذه الثيمة للتخلص من المريض من أجل الميراث أو دفن سر خطير معه، وتقول الدكتورة يوسف إن الحقيقة الطبية أن زيادة الجرعة لا تؤدي إلى الوفاة دائما.
أكياس الثلج
كثيراً ما توضع أكياس الثلج على أماكن الوجع في الأفلام، والصحيح أن وضع الثلج على أي مكان لمدة تزيد عن العشرين دقيقة تؤدي لموت الأعصاب في تلك المنطقة، على حد قول الدكتور غسان أبو زهري استشاري العظام.
التحسن بسرعة
تظهر الأفلام والمسلسلات أهل المريض وهم يسألونه بعد تناول حبة الدواء “إن شاالله دلوقتي أحسن”، وهم يعتقدون أن المريض يتحسن بمجرد أن يبتلع حبة الدواء، والحقيقة الطبية أن معظم الأدوية تحتاج لما يقل عن ساعة لكي يسري مفعولها وتظهر نتائجها، وكذلك الحقن العضلية تحتاج لربع ساعة، وليس كما يظهر البطل بمجرد أن يحصل على الحقنة من يدي الممرضة الحسناء يركض بصحة وعافية، فقط الأدوية التي توضع تحت اللسان يظهر مفعولها سريعاً وتستخدم لتوسيع الأوعية الدموية وتمنع الجلطات والسكتات القلبية، وفق الدكتورة يوسف.
العربي الجديد