المفردة المصاحبة لمفردة الإرهاب هى مفردة التطرف وهى الأخرى تستخدم إستخداما خاطئاُ وهو إستخدام مجانب أيضا للإستخدام العربى المتعارف عليها قبل إستعمالها مقابلاً عربيا للمفردة الإنجليزيةExtremism بل وأحيانا لمفردة Radicalism وهذا وحده ينبيك عن الإفتقار للدقة عند التعريب .فبرغم التشابه فى المعنى لغويا فإن الإستعمال الإنجليزى للمفردة إستعمال سلبى يجعلها مرادفة للتعمق والتكلف بينما الإستخدام العرفى العربى إستخدام محايد فمجرد إتخاذ موقف مباعد للوضع الراهن ليس أمراً سلبيا فى ذاته إلا أن يكون الوضع الراهن هو الوضع المرضى شرعياً أو عرفياً . والتطرف أو النزعة اليسارية فى التاريخ الغربى يعتبران نزوعاَ ضد الوضع الراهن status quo وهو الأمر الذى يعتبر سلبياً لتهديده لحالة الإستقرار. فالمجتمعات الغربية تميل فى الغالب للمحافظة على الإستقرار ومؤشر ذلك أن التغير فى الطبقة السياسية بطىء بعامل ما يسمى Incumbency Factor فالوجود فى وضع ما يضمن فى الغالب الإستمرار فيه ما لم يمنع ذلك القانون بتحديد دورات تعاقبية معلومة .
تطرف أم غلو :
التطرف فى لسان العرب هو إتخاذك موقفا أو رأياً على تباعد من الوضع الراهن أو الرأى المطروح وهو أمر لايذم لذاته إلا أن يكون الوضع الرأهن أوالرأى المطروح شرعاً معلوماً أو عرفا معروفا والكلمة التى تستخدم ذما هى كلمة الغلو والتى تعنى التزيد والتنطع والتشدد وأقرأ إن شئت ( يا أهل الكتاب لا تغلو فى دينكم ولا تقولوا على الله غير الحق )النساء 171 قال الطبرى فى تفسير الآية ( لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه، وأصل الغلو في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حده، يقال منه في الدين قد غلا فهو يغلو غلواً . و ههنا التزيد على الشرع المعلوم يعتبرتشددا. وتقول غلا الماء اذا ارتفع وزاد بأثر الحرارة .يقول صاحب لسان العرب (وغلا في الدين والأمر يغلو غلوا : جاوز حده . وفي التنزيل : لا تغلوا في دينكم وقال الحارث بن خالد :
خمصانة قلق موشحها رؤد الشباب غلا بها عظم
وفى التهذيب : وقال بعضهم غلوت في الأمر غلوا وغلانية وغلانيا إذا جاوزت فيه الحد وأفرطت فيه ؛ قال الأعشى : أنشده ابن بري :
أو زد عليه الغلانيا
وفي التهذيب : زادوا فيه النون ؛ قال ذو الرمة :
وذو الشنء فاشنأه وذو الود فاجزه على وده وازدد عليه الغلانيا
زاد فيه النون . وفي الحديث : إياكم والغلو في الدين أي التشدد فيه ومجاوزة الحد ، كالحديث الآخر : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ؛ وقيل : معناه البحث عن بواطن الأشياء والكشف عن عللها وغوامض متعبداتها ؛ ومنه الحديث : وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه ؛ إنما قال ذلك لأن من آدابه وأخلاقه التي أمر بها .ويختم أبن منظور بقوله
وكلها من الإرتفاع والتجاوز وجمعها غلوات ) وقال الزبيدي في تاج العروس : ” غلا في الدين غلوا تشدد وتصلب حتى جاوز الحد . وقال صاحب الصحاح: وأفرط في الأمر: أي جاوز فيه الحد. فالغلو فى كل ما ذكر هو التزيد والتشدد .وفى الحديث الذى رواه أبو داؤد ( ألا هلك المتنطعون ) يقول صاحب اللسان ( والتنطع في الكلام : التعمق فيه مأخوذ منه . وفي الحديث : هلك المتنطعون . هم المتعمقون المغالون في الكلام الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم تكبرا ، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : إن أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون . وكل منها مذكور في موضعه ، قال ابن الأثير : هو مأخوذ من النطع وهو الغار الأعلى في الفم ، قال : ثم استعمل في كل تعمق قولا وفعلا . وفي حديث عمر رضي الله عنه : لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر ولم تنطعوا تنطع أهل العراق . أي تتكلفوا القول والعمل) والتعمق التنطع تكلف بالزيادة على المطلوب سواء كان قولاً أو فعلاً ,هو التجذر المسمى عند الغربيين بالراديكالية.
مما سبق قد نرى إن الإستخدام الأمثل لوصف حال التزيد أو التعمق والتكلف هو كلمة الغلو التى إستخدمها القرآن الكريم وإستخدمتها السنة المطهرة أو هى كلمة التنطع والتعمق فى حالة التكلف فى فهم المراد أو إنفاذه . وآفة كل ملة أو نحلة إنما هى التقصير عن مطلوباتها أو التزيد فيها أو التنطع تكلفا ولكن أهل القصد هم أهل الحق الذين لا يقصرون ولا يغالون على مطلوبات الدين . والغلو فى الدين أكبر خطراً وأبعد أثراً من التقصير فيه . ذلك أن التقصير نقص فى العمل بينما الغلو تحريف للدين قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبن عباس وأورده النسائى فى سننه ( بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء و إياكم والغلو فى الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو فى الدين ) وفى سنن البيقهى من رواية أبى هريرة (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) وما من فكرة ولا ملة ولا نحلة إلا وأصابها ما أصابها من تحريف الغلاة وانتحال وكذب أهل الباطل وتأويلات وتفاسير أهل الجهالة بالفكرة أو الملة أو النحلة . لذلك كان من سنن الدين أن أهل العلم به المؤتمنين عليه بصدق إيمانهم يجددون الفهم به كلما تأثرت الفهوم بالتحريف والإضافات الزائفة أو بالتأويلات والتفسيرات الساذجة الجاهلة .
التطرف والوسطية :
الفهم الحسابى لمفردتى التطرف والوسطية فهم خاطىء . فالتطرف لا يعنى الغلو إلا إذا كان تطرفا من المعلوم شرعا أى إتخاذ موقف مباعد من الموقف الذى أمر به الدين أو الموقف المعتمد فى الأخلاق التى يمارى فيها أحد. وكذلك العرف معيار آخر لمعرفة الحق . والمعروف فى الدين مشروع إلا أن ينفى . وما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن. ولكن هذا لا يعنى إعتماد مبدأ الأغلبية فحسب لتقرير وجه الحق من المسائل إلا أن تكون الأغلبية قائمة على مرجعية شرع معلوم أو عرف معروف .فمجرد إتخاذ موقف طرفى مما هو مطروح لا يعنى الغلو ولا التشدد . ولذلك فالأمر ليس حسابيا ولا جغرافيا، وكذلك مفردة الوسطية ما هى حسابية ولا جغرافية . وأعنى أن أتخاذ موقف الوسط بين موقفين أو بين رأيين ليس أمراً ممدوحاً فى ذاته ، بل قد يكون مذموما فى غالب الأحوال لأنه لو تحرى ذلك طوال الوقت لا يكون إلا أمعة يتحدد رأيه برأى جهتين عن اليمين واليسار . وقد أشكل على الناس القول أن الوسطية هى حد بين الإفراط والتفريط وهذا صحيح . وفيه يقول أبن قيم الجوزية ( ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان ؛ إما إلى تفريط وإضاعة ، ودين الله وسط بين الجافى عنه والغالى فيه والغالى فيه ) ولكن الوسطية تحيل الى شرع معلوم فلا تغلو وتتزيد فيه ولا تقصر عنه أوهى وسطية مرجعيتها شرع معلوم أو عرف معروف فلا تغلو فيه ولا تقصر عنه . فالوسطية الحسنة هى التوسط والإعتدال فى الفهوم والأفعال وفقاً لمرجعية صحيحة.يقول أبن منظور فى شرح مفردة وسط (وسط الشيء وأوسطه : أعدله وقال الجوهري: “وَسَطتُ القوم أسِطهم وَسْطًا وَسِطَة: توسطْتُهم، وفلان وَسِيط في قومه، إذا كان أوسطَهم نسبًا، وأرفعَهم محلاًّ، والوسطُ من كلِّ شيء: أعدله، ويُقال أيضًا: شيء وسَط؛ أي: بين الجيد والرَّديء، وواسطةُ القِلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها ) وقال الراغب الأصفهاني “الوسط: ما له طرفان متساويا القدر، و تارة يقال فيما له طرفان مذمومان؛ يقال: “هذا أوسطهم حسبا، إذا كان في واسطة قومه، وأرفعهم محلا، كالجود الذي هو بين الإسراف والبخل، أما الفيروز ابادي فيعرف الوسط بأنه “العدل فيقول: الوسط، من كل شيء هو أعدله وهكذا فإن الوسطية ترد بمعنى الاعتدال و العدل و التيسير و التوازن بين أمر وأمر وشىء وشىء . فهذا هو المعنى المراد من إستخدام مفردة وسطية وهو ما يدل عليه الفهم الصحيح لأيات الكتاب العزيز (قال الله تعالى ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”)
قال ابن جريرفى تفسير الآية: “إنَّما وصفهم بأنَّهم وسط؛ لتوسُّطهم في الدِّين، فلا هم أهل غلو فيه – غلوَّ النصارى الذين غالوا بالتَّرهب، وقيلِهم في عيسى ما قالوا فيه – ولا هم أهل تقصير فيه – تقصير اليهود، الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم وكفروا به – ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه”)
وقال الزمخشري: “(وَسَطًا): أي: (خيارًا)، هي صفة بالاسم الذي هو وسط الشيء، وقيل للخيار: وسط؛ لأنَّ الأطراف يتسارع إليها الخلل، والأغوار والأوساط محميَّة محوطة، أو عدولاً؛ لأنَّ الوسط عدل بين الأطراف، ليس إلى بعضها أقرب من بعض ) فالإبتعاد مما يسميه الناس وسطاً وإتخاذ طرف قصى عنه لايعنى بالضرورة التفريط ولا الغلو ما لم يكن ذلك الوسط هو أعدل الأمور ولا يكون أعدل الأمور إلاتكون بينته شرع معلوم أو عرف معروف أو معلوم بالضرورة من حقائق الكون والحياة .
التعمق والتطرف العنيف والإرهاب:
الرائج فى دوائر الإستخبارات الغربية والدراسات والإعلام أنها تستخدم مفردات مثل راديكالزم(التعمق أو التجذر ) فايلونت إكستريزم(التطرف العنيف ) ترورزم (الإرعاب والترويع والمفردة المشتهرة هى الإرهاب ) وهى تستخدم هذه المصطلحات وكأنها يمكن أن ينوب بعضها عن بعضها الآخر . بينما يتوجب التفرقة بين معانيها لتحديد المراد من المفردة تعييناً.وعندما يجرى تعريب هذه المفردات تزداد غموضا على غموضها الأصلى لأن المفردة العربية تأتى هى الأخرى بظلال إستعمالاتها وإيحاءاتها. وعبارة التطرف العنيف عبارة مستحدثة فى دوائر الأمم المتحدة . وهى تقارب التدقيق بالتفريق بين مجرد التطرف الذى لا يخلو منه أحد أو جهة ما فى موقف من المواقف على أقل تقدير، وبين إستصحاب النزعة العنيفة فى التعبير أو الفعل . فالتطرف لايعنى أكثر من إتخاذ موقف أو رأى على مبعدة من الوضع الراهن أو الموقف الراهن أو الرأى المقبول رسمياً أو شعبيا . فهو لا يحمل معناه إلى بنسبته لرأى آخر أو موقف آخر قد يسمى المعتاد أو الوسطى أو العرفى أو الرسمى أو الرائج . ولا يننبغى أن يكون هناك مشاحة فى حرية إتخاذ المواقف السلمية أو التعبير عن الأراء السلمية ، لكنه على الرغم من أن الجميع يقر بذلك أو على الأقل يجاهر بالقول بذلك ، فإن الأراء والمواقف غير الشعبية أو التى تناهض المواقف الرسمية أو تلك التى تحاول إفتكاك ثغرة فى رأى سائد أو عرف مستقر ، دائما ماتواجهه موقفا عدائياً من السواد الأعظم من الناس . لذلك اضطبغت كلمة التطرف دائما بصبغة غير مستحبة لدى جمهور الناس ، وبخاصة لدى الحكام والرسميين ومن يظاهرهم . والإضافة الجديدة فى المصطلح الذى تتبناه الأمم المتحدة وقد إعتمده الإتحاد الأفريقى مؤخرا لا تزيل الغموض تماما عن معناه . فما يمكن أن يسمى أو يصنف عنفاً أمرٌلا يزال عليه الناس يختلفون ، و تختلف حوله كثير من التشريعات والقوانين ، كذلك فإن البعض يعتقد أن ما يسمى بالتطرف يكتنز فى باطنه بذرة العنف فهو تطرف بالقوة لا بالفعل و لم يصر تطرفا عنيفا بعد ، ولكنه قد يكون بسبيله إلى ذلك .وهذه وجهة نظر يحملها ويجاهر بها للطرافة اليمنيون المتطرفون الذى لا يرون التطرف إلا فى الضفة الأخرى من حيث يقفون . ومفردة عنف هى الأخرى ليست بالوضوح الذى يعتقده كثير من الناس . فالعنف هو إستخدام القوة المادية للتوصل إلى نتيجة مرغوبة وسريعة . ولكننا لايمكننا الإستغناء عن مفردة قوة لشرح معنى مفردة عنف . فالقوة هى أداة العنف والفرق بين إستخدام القوة وإستخدام العنف لا يختلف فى الوسيلة وإنما فى الهدف والغاية . فإستخدام الدولة للقوة لا يعتبر عنفاً عند عامة الناس ، لأنه يُنظر إلى أن الهدف والغاية منه هى حفظ السلم العام من خلال القوة التى يوجهها القانون . بيد أن ذلك لايكون إلا تبريرا لفظيا فى غالب الحال ،عندما يكون القانون نفسه إرادة مستبد أو وسيلة لإمضاء الظلم لا ذريعة لتحقيق العدل . وهكذا يتداخل معنى التطرف ومعنى العنف بالوسائل والغايات . وما أسهل على الإنسان الذى هو أكثرالخلق جدلاً أن يبرر الوسائل والغايات.أما كلمة الراديكالية التى أحب أن أعربها بمفردة تعمق بأكثر من المصطلح الرائج الذى يتركها كما هى فى اللغة الانجليزية ،أو يعربها بالنزعة للتجذر أو الجذرية ، فهى حالة من الرغبة فى رؤية صورة مغايرة للوضع الراهن بإعتباره غير كاف لتحقيق الغاية . فلربما لا يختلف الراديكاليون مع غايات الوضع الراهن ، ولكنهم لا يرون وسائله مفضية لتحقيقها. فهم يتشددون ويبالغون ويرون التشدد والمبالغة وسيلة ناجعة لتحقيق الغاية سواء إن كانت هى إسعاد المجتمع أو الوصول إلى الرضا الإلهى أو تحقيق مساواة الجنس الانسانى. فالرهبانية كما يراه الإسلام نوع من التعمق والراديكالية فى مكابدة إرضاء الإله بحرمان النفس مما أباحه الإله نفسه . والراديكالية الأوربية المعاصرة هى نزعة( إيغالتيرانية ) إى نزعة تدعو للمساواة التامة من خلال تغيير الأوضاع الراهنة بصورة جذرية . والراديكالية بهذا المعنى إنتقلت إلى المشرق إنتقالاًمن أوربا ولم تنشأ فيه ، وإن نشأت نزعات فى المشرق تدعو إلى تغيير شامل من خلال مقاربات تجديدية تريد تغيير الراهن من خلال إحياء أصول درست من ذات التراث الفكرى ، فهذه حركات إحيائية ، ومثال لهؤلاء المفكر المصرى سيد قطب الذى يدعو للإنقلاب الإسلامى ، وهو يعنى لديه تغييراً جذرياً للوضع الراهن الذى يسميه جاهلية القرن العشرين . وذلك الإنقلاب قابل للتحقق بإحياء أصول فى التراث الإسلامى نُسيت أو درست أو إستبعدها الإستعمار. والنزعات الراديكالية مثلها مثل التطرف يمكن أن تكون راديكالية عنيفة مثل راديكالية الخوارج . ويمكن أن تكون راديكالية مسالمة يرى تعمقها فى كون غايتها على مبعدة من المعتاد أو المعتمد أو الراهن ، ولكن وسائلها شرعية وسلمية . بيد أن التيارات المتطرفة إلى اليمين لا ترى فى أية دعوة للتغيير الجذرى إلا دعوة للعنف فهوإن لم يكن العنف الحال فهو العنف المحتمل .أما الكلمة الأكثر إشتهاراً فهى مفردة إرهاب وهى كما سبق إن ذكرنا تعريب سىء لمفردة تيرورزم . وهى كلمة تثير معان مختلفة عند ذكرها لدى المسلم الذى لا يراها كلمة سيئة بما يقرأ ويفهم من نصوص القرآن والسنة ، بل هى عنده متصلة بمعان الخشية والإنابة ودرء العدوان لا إرتكابه . بينما يراها المفتقر للفهم للمصطلح والمفهوم الاسلامى مفردة تدعو للعدوان والمبالغة فى العنف والترويع بتبريرات أيدولوجية أو مذهبية أو دينية ، أو حتى بسبب مظلومية لا يخطىء رؤيتها بصر المنصف .فالترويع والإرعاب الناجم عن تأويل خاطىء للدين أو المبرر بسبب رغبة فى الإنتقام العارم ليس من الإسلام فى شىء ، وهو ليس له نسبة إلى أية ديانة حقة فى مقربة أو مبعدة . وكلمة إرهاب قد إكتسبت بكثرة الإستعمال فى الأعلام الغربى والتابع ، نسبة الى الإسلام وهو منها براء. فالإرعاب والترويع والقتل العنيف وبالجملة لا علاقة له بإلإسلا م ونسبته فى التاريخ القديم والحديث لمن ينسبونه للإسلام أقوى من نسبته للإسلام . فالإسلام عندما غزا أرضاً خارج محيطه الأصلى ضم أهلها سلماً إلى جماعته فصاروا فيها أصلاء حتى لم تعد نسبة من بدأ بهم الدين إلى نسبة القادمين إليه من شتى أطراف الارض إلا نسبة لاتكاد تذكر، ثم تداخلت الشعوب وأنصهرت بآصرة الدين فلم تعد الأنساب القديمة إلا ذكرى باهتة ، ولكن أناساً آخرين ذهبوا إلى أطراف الأرض غزاة فأبادوا أهاليها بالجملة ، ثم لم يبق من أهل الأرض القدامى إلا بقية متحفية للعرض الأنثربولوجى يسمونهم الأصلاء. والإسلام كذلكم لم يكن هو الدين الملهم لإختراع أسلحة الدمار الشامل ، ولا أهله هم من أقدموا على إستخدامها لتفنى المدنى المسالم والمرأة المرضعة و الطفل الرضيع والشيخ المهيض الجناح.من فعلوا هذا هم المارقون من كل ديانة بأسم الدهرية المحدثة التى هى لا دينية لا يمليها إلا هوى الأنفس والشهوات الجامحة الجانحة .
نواصل
د. أمين حسن عمر