أستاذي ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة “السوداني” مازحني إبان افتتاح كوبري شارع الحرية مع تقاطع القسم الجنوبي الخرطوم بقوله (ما تبقي شنّافة يا سهير.. الكوبري مُمتاز وحا يخدم الحتة دي).
تذكّرت حديث أستاذ ضياء وأنا أعبر تحت ذلك الكوبري مساء أمس، حيث شاهدت حَادثاً رهيباً لسيارة “أتوس” اعتلت الرصيف في ذلك التقاطع أسفل الكوبري.. والشاهد في الأمر أنّ (شنافي) للكوبري لَم يَأتِ من فراغٍ، وإنّما أتى من واقع مُتابعتي لموقعه وتقاطعاته والظروف المُحيطة به منذ بداية فكرة إنشاء كوبري في تلك المنطقة ومذ كان جنيناً في أحشاء المدينة وحتى اكتمال نُموه وولادته.. ولكن يبدو أنّ الكوبري قد تعرّض في فترة الحمل لعدة عوامل جعلته يولد مشوّهاً، وكما أنّ نقص الفوليك أسيد عند الجنين يجعله يولد مشوّهاً، فإنّ قصر النظر عند مُهندسي وزارة البنى التحتية جعلهم يُصَمِّمون كوبري مشوّهاً أو قل بالدارجة (خلاقة عدييل كده).
ولعل المواطنين يتذكّرون أنّ وزارة البنى التحتية اختارت توقيتاً خطأً لتنفيذ الكوبري، حَيث صَادَفَ المولد النبوي الشريف، ومع الازدحام العظيم في تلك المنطقة، حيث أنها متاخمة لميدان المولد رغماً عن ذلك تم إغلاق الشارع تماماً وظَلّ مُغلقاً لأكثر من عاميْن، المشكلة لم تكن قط في الإغلاق وإنّما في شكل الكوبري بعد الافتتاح.
كل تقاطعات الكوبري تظهر بها الأخطاء الهندسية، لأول مرة في حياتي أشاهد تقاطعاً في كوبري يجعل القادمين من اتجاه الشرق شارع القسم الجنوبي يُواجهون القادمين من الحلة الجديدة بشارع الإمدادات الطبية للدرجة التي تصبح فيها العربات أقرب إلى بعض من حبل الوريد ثُمّ تعدل كل سيارة من مسارها لتتجه نحوه بعد كثير من العناء في اللولوة والتعرج والانحناءات والتي لا داعي لها وليست في المَكان المُناسب.
طبعاً لو حَظّك عَاثر ويومك أسود مُرْ بذلك الشارع والكهرباء قاطعة ستجد أنك تحتاج إلى عملية إنقاذ جوي أو حالة طوارئ لتخرج من فك العربات.
أسوأ ما في ذلك الكوبري أنّ الجميع يعتقدون أن (الشارع حقهم)، وأنّهم يسلكون الطريق الصحيح.. مثالب ذلك الكوبري ليست في التقاطعات فقط وإنّما في مُستوى ارتفاعه لعبور الآليات الثقيلة، ودرجة تأمين أسواره العليا والتي وبشكلها الراهن تُتيح سُقوط أيّة عربة إذا كان هناك حادثٌ لا قدر الله في الأعلى.
خارج السور:
يعني كمان جايينا سُقوط عربات فوق رأسنا.