إنتهت أول أمس أولمبياد ريو و كالمعتاد و ما هو منتظر لم يكن للسودان منها غير الفشل و الأصفار الكبيرة
عندما فاز السودان بالبطولة الأفريقية لكرة القدم كانت العديد من الدول الأفريقية و العربية التي فارت بميداليات متعددة في هذه المنافسة لم تنل إستقلالها بعد
بل كان السودان متقدما في العديد من ضروب الرياضة قبل أن يتحقق له الإستقلال
هذا الوضع و بالمعني الواضح يدلل أنا نسير إلي الخلف و بخطي حثيثة
نحن نتراجع كثيرا في المحافل الدولية
الرياضة اليوم هي عنوان للدول و التقدم و النهضة و لم تعد هذه الأنشطة بعيدة عن صورة الدولة و رمزيتها و معناها و موقعها بين الدول
بل كانت لأسماء رياضية مساهمة في رفع شأن البلدان التي يمثلونها
فاز مواطن سوداني شارك باسم دولة قطر الشقيقة و هذا الفوز يحسب بلا جدال لدولة قطر فهي التي قدمت هذا البطل و هي التي دربته و رعته و مثلها بإسمها و علمها
و لكن فوز المواطن السوداني يعني لنا ان الأزمة ليست في الإنسان السوداني فهو قادر علي الإنجاز و تحقيق البطولات إذا توفرت له مسببات النجاح
ليست في الرياضة فقط بل السودان دولة رائدة أو كانت رائدة بفنونها و ثقافتها و التي ظلل بها العديد من الدول الأفريقية
خيرا فعلا أمين الشباب بالمؤتمر الوطني الذي كرم اشبال السودان بمناسبة فوزهم علي زامبيا
و لكن كنت اتمني ان يكون هذا الإحتفاء السياسي المميز قبل أن ينال الفريق الفوز لتكون الرعاية حقيقية و تكون السبب في الفوز
و خيرا فعل المؤتمر الوطني إذ أن أحزابنا السياسية و للأسف باتت بعيدة عن هذا المعاني و الأنشطة و طالما إهتم أكبر الأحزاب و الحزب الحاكم فالواجب أن يشكر علي هذا و الواجب الأكبر أن نطالب بان يكون الإهتمام بالرياضة و أبطالها و بالفنون و ورداها أكبر من الحزب الكبير
القيم السياسية لا تتحق إلا إذا كانت المنظومات السياسية قادرة علي أن تحرك المجتمع كله و بقطاعاته كلها
نسال الله أن يتراجع السودان إلي المقام الذي كان يفوز فيه بالجوائز في كرة القدم و السباحة و الجري و غيرها من الرياضات
و نسال الله أن يتراجع السودان إلي الزمن الذي كان فيه سيد خليفة و وردي يطربون القارة و دول الجوار.
راشد عبد الرحيم