في الفترة الأخيرة وبالعاصمة والولايات تمّ ما يشبه الاتفاق، بيع قطعتيْن من الخبز بواقع واحد جنيه، سواء من الفرن أو البائعين بالقطاعي، ولأجل عدم إثارة سخط المُستهلكين كانت الزيادة الواضحة في حجم ووزن الرغيفة مع إضافة بعض التحسينات في الشكل، وحَدَثَ هذا في مُختلف أنواع الخبز البلدي والآلي والمستدير والمستطيل (الطوست) وبالطبع العادي والمُنتفخ.
إنتاج محصول القمح في الموسم الماضي كان استثنائياً في كميته، وكان النجاح بسبب عوامل طبيعية وبشرية مثل الشتاء الجيّد وجودة التقاوي ووفرة المُخصّبات ومياه الري، إضافةً للجُهُود المُقدّرة للمُزارعين في العمليات الفلاحية والزراعية قبل وأثناء الزراعة. مع هذه الظُروف ليس غريباً أن تبلغ إنتاجية الفدان في مُستوياتها العليا ثلاثين جوالاً، وتفوق العشرين في المتوسط! لكن للأسف في الوقت الذي تضاعفت فيه مُعدّلات الإنتاج والإنتاجية، شكا الناس من أزمة في الخبز وتلتها زيادة في السعر، لعلها الأزمة التي تسبق غلاء السلعة كما اعتدنا في كثير من السلع والخدمات. الزيادة السعرية الناعمة وغير المُباشرة كانت في الرغيفتيْن الكبيرتيْن اللتيْن يقل وزنهما عن الثلاث رغيفات السابقة بعدة جرامات.
ونفس الطريقة التدريجيّة في خفض الوزن، غداً يتراجع حجم الرغيفة بواحد جنيه وبعده تتم زيادة حجم قطعة الخبز فتكون بجنيه وهكذا يتواصل التلاعب في الوزن والحجم أو بالأصح مسلسل الغلاء الذي لا يتوقّف فتتحوّل القطعة الكبيرة إلى صغيرة، و(ترذل) أحجام وأوزان الخبز عدة مرات في العام الواحد.
ومَا يَحدث في الخبز يَحدث في غيره من السلع، لكن بدرجات مُتفاوتة مثل صابون الغسيل والسيخ. فقد تَراجعت أحجام قطع الصابون، لدرجة أنّ الصابونة صارت كـ (البروة) والكرتونة من هذا الصابون أصبحت صغيرة تكاد تحملها بإصبعين وتحشرها في جيب الجلابية. أما السيخ – مقاس ثلاثة لينيا – مثلاً فهنا فرق نحو (22) سيخة بين عدد السيخ في الطن الذي فيه تلاعب، مُقارنةً مع عدد السيخ في الطن(الاستاندر). ويزداد التلاعب في أن بعض السيخ له زعانف والبعض الآخر أشبه بـ (الخوص) يعني سوء وتصنيع وغلاء سعر.. وفي كثير من السلع ما زال الزحف جارياً..!
صحيفة التيار