حماد صالح : خارطة الطريق باب الى الكتلة الحرجة

لقد أوضحت خارطة الطريق حقائق مهمة جداً فى الساحة السياسية منها .

1/ ضغوط المجتمع الدولى التى يحاول أن يستغلها النظام لصالحه قبل التوقيع على خارطة الطريق وأن الكلام على أنها ليست ذات تأثير كلام للاستهلاك السياسى فقط.

2/ النظام كان يروج لنفسه خارجيا انه حمامة سلام

3/ كشفت زيف (النظام ) للمجتمع الدولى الذى لا يعرف هؤلاء الشياطين على حقيقتهم وكان يعتقد أن لا أحد يمكن أن يقف ضد مصلحة بلده وشعبه حتى عرف الحقيقة معرفة الأعمى حين يبصر .

4/ وجود ثغرات فى قوى المعارضة تحتاج الى سد وردم الهوة بين الفرقاء .

أعتقد أن الجبهة الثورية وحزب الامة حققوا انتصاراً كبيراً بكشفهم لخبث النظام الحاكم وتعريته من أى ناحية إنسانية فى نظر المجتمع الدولى ولكن هناك مشكلة تخص الحركات المسلحة وحزب الامة وهى عدم التوضيح للرأى العام لدواعى التوقيع على هذه الخارطة فلم تكن هناك بيانات واضحة للشعب بل الخطأ الكبير الذى إرتكبه حزب الامة القومى هو ترويجه لخارطة الطريق وكأنها الحل السحرى لمشاكل السودان ثم بيانات الإمام والأمانة العامة التى تحمل روح التفاؤل الذى ليس له أى لزوم نظراً لأنهم أكثر معرفة بأبالسة النظام ثم إن المواطن البسيط الذى يتلقف كلام الإمام وكأنه الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ماذا ستكون ردة فعله عندما يخيب ظنه فى هذا التفاؤل وما موقفه من أى تفاؤل قادم حتى لو كان حقيقة حتماً سيكذبه أو سينظر له بعين الشك والريبة فى أضعف الإيمان .
لن يستطيع أحد أن يزايد على حزب الامة والجبهة الثورية فالجبهة الثورية هى القابضة على الجمر وهى المصطلية بنار الحرب أما حزب الامة فهو أكثر حزب إعداداً وتعبئة للإنتفاضة الشعبية منذ خروج الإمام وتوقيع إعلان باريس والمتتبع للأحداث فى أروقة حزب الامة يعرف أنه ما فتئ يوماً إلا ويعمل للحشد من أجل التعبئة لأنتفاضة كبرى فمن المضحك أن الذين رفضوا التوقيع على خارطة الطريق ويعولون على الإنتفاضة فقط ليست لهم أى ترتيبات ملموسة للتعبئة للإنتفاضة بل نسمع ضجيجاً ولا نرى طحيناً وأما البقية فهم إما افراد لا يمثلون إلا أنفسهم أو أحزاب لا وزن لها أما عبد الواحد محمد نور فإن موقفه ثابت من عملية التفوض منذ أمد بعيد .
بالتوقيع على هذه الخارطة سيزداد الضغط الاقتصادى على النظام بإعتراف عراب إقتصاد الإنقاذ حمدى الذى قال أن هناك بنكاً واحداً يتعاملون معه وسيوقف تعامله قريباً . وذلك لأن المجتمع الدولى عرف أن هؤلاء لا يريدون أى تسوية سياسية وبإزدياد الضغط الاقتصادى ستزداد النقطة الحرجة التى تؤدى ألى الكتلة الحرجة فتحدث شرارة الانتفاضة الكبرى التى لا تبقى لا تذر .
أما الذين رفضوا عملية التسوية السياسية فلا نتهمهم بقصر النظر ولكن الكبار يعلمون أن الانقاذيين لن يقبلوا بهذه التسوية رغم أنها فى صالحهم ولذلك أرادوا فقط أن يزيلوا عنهم حتى القناع الذى يلبسونه عند مقابلتهم للمجتمع الدولى وقد كان .

حماد صالح

Exit mobile version