* حرص أكثر من ثلاثة مليارات من البشر على متابعة سباق (200) متر عدواً في منافسات ألعاب القوى بأولمبياد ريودي جانيرو، مع أن السباق المذكور أقيم في تمام الرابعة والنصف صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.
* السر في نسبة المشاهدة الخرافية للسباق المذكور يكمن في مشاركة الجامايكي أوسان بولت فيه، ومسعاه لتكرار فوزه بالميدالية الذهبية لمائتي متر للمرة الثالثة على التوالي في الأولمبياد.
* من قبل بلغ عدد من شاهدوا أولمبياد بكين أكثر من أربعة مليارات شخص.
* قبل أيام نشرت صحيفة (دايلي ميل) البريطانية صورةً معبرة، التقطت في مباراة لكرة الطائرة الشاطئية النسائية بين منتخبي مصر وألمانيا، ووضعت الصحيفة عليها عنواناً مثيراً، حمل عبارة (الأولمبياد يجمع بين الحجاب والبكيني)، لأن الصورة أبرزت اللاعبة المصرية وهي تلعب محجبة، والألمانية بالزي المعتاد للعبة الشاطئية الأولمبية (البكيني).
* أرادت الصحيفة الإشارة إلى حقيقة مهمة، مفادها أن الرياضة تجمع مختلف الحضارات على أرضٍ واحدة، وتزيل الحساسيات، وتقوي أواصر المحبة بين البشر، وتعود الرياضيين على تقبل الآخر، بغض النظر عن الجنسيات والألوان والمعتقدات والثقافات.
* أردت من تلك المقدمة التأكيد على أهمية الرياضة في عالمنا المعاصر، وأنها لم تعد مجرد لعب وتسابق ولهو، بقدر ما تحولت إلى نشاط اجتماعي واقتصادي (وسياسي) ضخم، بدليل أن عدد سكان مدينة ريودي جانيرو المستضيفة للأولمبياد الحالية ارتفع بنسبة (20 %) خلال الألعاب الحالية، لتشهد المدينة ازدهاراً اقتصادياً غير مسبوق، بسبب توافد الرياضيين والحكام والمنظمين والسياح والإعلاميين عليها.
* في السودان ما زالت اقتصاديات الرياضة ضعيفة، برغم حالة الشغف التي تميز علاقة السودانيين بكرة القدم تحديداً، ولا أدل على ذلك من أن اتحاد اللعبة ظل يعاني الأمرين لإيجاد رعاة وداعمين لأكبر وأهم منافسة رياضية في السودان، كما أن القناة التي تمتلك حقوق بث المباريات عجزت عن سداد ما أوجبه عليها العقد، فمنعتها الأندية من نقل مباريات الجولات الأخيرة.
* السودانيون يعشقون كرة القدم، ويعتبرونها المتنفس الأول، وقد حمدوا لسعادة الفريق أول بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، مبادرته بتوجيه القناة القومية بنقل المباريات، ودعمه لها بعدة مليارات.
* وقتها رفض مدير التلفزيون (السابق) الفكرة، وجاهر بعدم رغبته في نقل المباريات تعللاً بأن التلفزيون لا يمتلك القدرة المالية اللازمة لدفع قيمة العقد وهو عاجز عن سداد مستحقات العاملين فيه، فكلفه رفضه فقدان منصبه.
* لم يكن منطق السموأل ضعيفاً، لأن ما تخوف منه حدث فعلياً، بفشل التلفزيون في دفع قيمة العقد، مما أدى إلى طرد أطقمه المكلفة ببث المباريات من عدة ملاعب في الولايات.
* لذلك نطالب سعادة النائب الأول أن يتدخل ليواصل مد أياديه البيضاء للرياضيين، ويعين التلفزيون على تسديد ما عليه للاتحاد والأندية، كي يمكن الرياضيين من متابعة لعبتهم المحببة، علماً أن تعدادهم يبلغ الملايين، داخل السودان وفي المهاجر.
* الرياضيون ينتظرون مكرمة جديدة من النائب الأول، تعيد لهم الصورة الغائبة، وتساعدهم على متابعة اللعبة التي تحظى بعشق معظم السودانيين، ونظن أنه لن يتأخر في مد يد العون للتلفزيون، طالما أن بث الدوري تم في الأساس بتوجيه مباشر منه.