رسم خبراء اقتصاديون صورة كئيبة وقاتمة للواقع والأوضاع الاقتصادية، ووصموا في الأثناء المحليات بـ (أس البلاوي). وقال الخبير الاقتصادي البروفيسور عثمان خيري: (لا يوجد اقتصاد أو وزارة تخطيط اقتصادي انها اسماء بلا مسمى), ودعا في ذات الوقت إلى إيجاد عاصمة بديلة عن الخرطوم، وأن كل ولاية (تشوف) ليها عاصمة أخرى. وطالب في اتجاه آخر بإعادة النظر في النظام الفدرالي، واعتبر المحليات (أس البلاوي) وأنها عبء على الفصل الأول. ومن جهته انتقد وزير المالية السابق عبد الرحيم حمدي البرنامج الخماسي للدولة ووصفه بالبرنامج الهلامي والخرافي لجهة أنه لا يملك موارد، وطالب بعدم التقيد بدفع الديون القديمة، وقال إن الديون القديمة تنتظر إلى جانب تجميد التنمية التقليدية وتقديم المشروعات التي تساعد الأطراف في التقدم، ودعا إلى تجنب المشكلات بالجوء إلى زيادة الضرائب أو رفع الدعم، الأمر الذي يقود إلى زيادة الأسعار. ورأى خيري في منتدى مركز دراسات الإسلام والعلم المعاصر حول الاقتصاد رؤية الخروج من النفق أمس، أن محصلة الموارد البشرية لا تساوي 2% أو أقل بكثير، وأن إنتاجية العامل السوداني متدنية وأقل في الوطن العربي، ووصف العامل السوداني بأنه ضعيف في المكون والمورد الاقتصادي والجسماني والأخلاقي والمادي، ووصف الاقتصاد بالهشاشة رغم الموارد الضخمة، وانتقد بشدة السياسة التعليمية في البلاد، وقال: (ليس لدينا تعليم يرفد الاقتصاد، وسوق العمل لا يحتاج إلى كل هذا الكم الهائل من الخريجين)، واعتبر الجامعات ثلاجات يحنط فيها الشباب، وأقر بعدم وجود تخطيط اجتماعي في السودان، وأكد أن علاج مشكلة الفصل الأول في تسريح فوري للموظفين بالحسنى وبلا شروط. وقال إن الحل المفتاحي هو زيادة الإنتاج والإنتاجية، وقال: (نحن محتاجون لبرامج انتقالية للخروج من النفق.. وبرنامج يعتمد على الذات ويوفر الموارد). وطالب حمدي بتعديل أساسي في السياسة المالية بفتح توسعي وضرورة التركيز على الحصول على موارد داخلية وخارجية. وطالب بضرورة تحقيق الانضباط النقدي للمصارف وإحياء شهامة وتعديل سعر الصرف، مع احتفاظ الحكومة بالسعر الرسمي.
الانتباهة