لم يخرج حشد الاعلاميين الذين توافدوا الى مبنى برج الفاتح مساء امس الاول وهم راضون تماما بما دونوه على اوراقهم وكانوا يأملون الحصول على معلومات تفصيلية اكثر من تلك التى افصح عنها امبيكى رئيس لجنة حكماء افريقيا فى مؤتمرها الصحفى بعد ان اكملت مشاوراتها مع الحكومة وكافة مكونات دارفور والقوة السياسية ،لكن امبيكى امسك عن الخوض فى تفاصيل ملامح توصياته التى سيرفعها لرؤساء الدول فى قمتهم المرتقبة ،لافتا الى ان لجنته قد تحتاج الى وقت اكبر حتى تفرغ من اعداد توصياتها ، ليخرج الصحفيون ، وهم يقلبون فى حديث الرجل ونقطته التى كررها لثلاث مرات فى معرض رده على مراسل احدى القنوات ، مناشدا الجميع قائلا» قبل الحديث عن الانتخابات وتقرير المصير وهى من الاحداث الكبيرة والمهمة ، لابد من التوصل الى حل لأزمة دارفور واعادة العلاقات بين السودان وتشاد فى اسرع وقت» ، وكان الرجل يريد ان يربط قيام الانتخابات القادمة بحل أزمة دارفور لكنه حتى ليحمل حديثة ويؤول الى ذلك عاد وقال ان تلك القضايا هى من صميم الترتيبات الداخلية للدولة ، لكن احد المصادر المطلعة ابلغ «الصحافة» ان ابرز التوصيات التي توصلت اليها اللجنة الافريقية،هى تأجيل الانتخابات القادمة حتى النصف الثانى للعام القادم بالاضافة الى التوصل الى اتفاق لاطلاق النار فى اسرع وقت بين كل الاطراف ، وهو حديث متسق مع تلك الاشارات التى رمى بها امبيكى فى معرض حديثه امس الاول ، الا ان مسؤول التعبئة والانتخابات القيادى بالمؤتمر الوطنى بروفسير ابراهيم غندور فى حديثه عبر الهاتف لـ«الصحافة» استبعد الامر واعتبرها من القضايا الداخلية قائلا»ان قضية مصيرية مثل الانتخابات لا يمكن ان ترهن لجهات رافضة للجلوس من اجل السلام « ، واضاف مع اهمية السلام ورغبتنا فى الوصول اليه تظل الانتخابات احد بنود اتفاق السلام الموقع بنيفاشا ولابد من الوصول اليها لضرورتها فى مسيرة العملية السياسية بالبلاد ، واشار الى ان اللجنة لن تعلن عن توصياتها دون التشاور مع الحكومة ، لكنه قال ان مشاوراتها تركزت حول كيفية تحقيق السلام وتوفير سبل العدالة ،الامر الذى ينظر له العديد من المهتمين بالشأن السياسي بمنظور مختلف وينادون بتحقيق الاستقرار اولا بدارفور ثم اجراء انتخابات عامة بالبلاد دام غيابها لربع قرن كامل ، حتى لا تكون مدخلا لعزل الاقليم وتصبح ذريعة لمطالب يتخوف منها الكثيرون بعد ان بدأ هاجس الانفصال يؤرق الجميع حال الوصول للاستفتاء لشعب الجنوب ، الا ان النقطة المهمة التى ذكرها امبيكى انه فى حال تبنى الاتحاد الافريقى للتوصيات تصبح ملزمة للطرفين الحكومة والحركات الدارفورية ، فاذا ارتبط السلام فى دارفور بتأجيل الاستحقاق الانتخابى بالبلاد المقرر فى فبراير القادم ، فان الامر سيكون ابرز تلك التوصيات ، فالمنادون بعقد انتخابات والمشككون فى قيامها من كل الاطراف السياسية يدفعون بان دارفور لازالت مشتعلة ، ويروجون الى سؤال اصبح حاضرا فى كل المنابر كيف ستقوم انتخابات بدارفور؟ ومن الراجح انهم دفعوا بتلك المخاوف الى اللجنة عند لقائهم بها فى زياراتها الثلاث والتى انتهت امس الاول ، مما يشير الى ملامح تأجيل قادم للانتخابات من اجل مصلحة عليا لكنها قد تثير بعض الجدل ،والجانب الاخر الذى تطرق له امبيكى هو الجلوس الى من اسماهم باللاعبين الاساسيين وكان يقصد الحركات قبل ان يشدد علي ضرورة مشاركة كل المكونات بدارفور من عرب وزرقة ونازحين وغيرهم فى اى مفاوضات قادمة ، فالكل الان ينظر الى الدوحة التى تجمع الحكومة بحركة العدل والمساواة ، فى انتظار الوصول الى سلام الا ان الساحة الدارفورية بها اكثر من فصيل خارج تلك الطاولة وهو ما اشار اليه امبيكى وسألنا عنه بروف غندور الذى قال وجود حركة واحدة فى طاولة التفاوض يعنى ان اى حل سيكون ناقصا ولكنه قال ان العدل هى التى ترفض انضمام الحركات الاخرى ، من جانب حركة العدل والمساواة قال متحدثها الرسمى عبر الهاتف لـ«الصحافة» ان الوصول الى سلام والتوقيع عليه لن يتم الا بعد تطبيق ماسبقه فى اشارة الى اعلان حسن النوايا الموقع فى منتصف فبراير المنصرم واضاف ان الاتهامات بتمسكنا بعدم دخول حركات لا قيمة له لان وفد الحكومة المفاوض كان غير مفوض لاتخاذ اى قرار وكانوا يراوغون فى انتظار اجتماعاتهم مع الادارة الامريكية الامر الذى اعتبره غندور بالحديث غير المتماسك، وقال رغم العلاقات المتوترة بيننا والولايات الامريكية الا ان المبعوث الخاص زار الدوحة من اجل دعم المفاوضات ، واضاف الحل يكمن فى ضغط الوسطاء من الاتحاد الافريقى والجامعة العربية والمجتمع الدولى والدول المستضيفة لتلك الحركات لكى تجلس للتفاوض والتوصل الى سلام ، واردف الحكومة تتفاوض مع من يستطيع الجلوس للتفاوض .
امس الاول اكتملت مشاورات لجنة حكماء افريقيا داخل البلاد بعد لقاء مع الحكومة والمعارضة والمكونات الدارفورية ، وتنتظرها لقاءات اخرى مع الحركات والدول الغربية ومدعى المحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو ، الا انها قالت ان الارضية الان اصبحت متوفره لبلوغ سلام .
عباس محمد إبراهيم :الصحافة