هاجمت الحكومة الحركة الشعبية وحركتي تحرير السودان بقيادة (مناوي)، والعدل والمساواة السودانية بقيادة (د. جبريل إبراهيم)، ووصفتهم بعدم الجدية في الوصول لإتفاق من شأنه تحقيق السلام والاستقرار بالبلاد، وأثنت في الوقت ذاته على جهود رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي وحماسه للتوقيع على خارطة الطريق ودعم الحل السلمي.
وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية ورئيس وفد التفاوض الحكومي إبراهيم محمود في تنوير لرؤساء الصحف بنادي الشرطة أمس : (الحركة الشعبية وحركات دارفور منسقين لطرشقة التفاوض، وأجهزتنا أبلغتنا قبل أن نغادر بأن الحركات وقعت على خارطة الطريق أملاً في رفع الضعوط الدولية ضدها، ولكنها لن تتقدم خطوة أكثر من ذلك).
وأضاف (الحركة الشعبية ذكرت أن الحكومة تعيق العمل الإنساني، غير أنها استغلت العمل الإنساني لأغراض سياسية وهذه جريمة)، وشدد على أن الحكومة لن تقبل بأن تعبر الإغاثة عبر دول أخرى مستغلة حدودها لأن ذلك فيه إنتقاص لسيادتها.
وكشف محمود أن رئيس وفد تفاوض الحركة الشعبية ياسر عرمان قد طلب منهم الاحتكام لإتفاقية جبال النوبة التي وقعت من قبل في سويسرا، ولكنه عاد ونكص عن التزامه بعد موافقتهم عليها، بجانب حديث عرمان بأن الإختلاف في مفاوضات دارفور حول 3 قضايا بيد أنه إلتقى جبريل ليكشف له أن الخلاف حول موضوعين فقط، وشكك في نوايا عرمان التي فضحها تصريح الناطق الرسمي لوفد التفاوض بالحركة الشعبية مبارك أردول والتي أشار فيها إلى أنهم سيعملون على تفكيك النظام عبر التفاوض، وفي ذلك بث تطمينات للقوى الممانعة بالداخل التي يتزعمها الحزب الشيوعي (أنا معكم) على حد تعبيره.
وقال محمود إن المجتمع الدولي متفق معهم تماماً في تحقيق السلام، وأنهم سيعملون على الاستفادة من كل الملفات سواءً الهجرة واللاجئين أو الارهاب التي تؤرق أوروبا وغيرها وتسخيرها لصالح السلام، وإلغاء العقوبات والحصار المفروض على السودان، وتابع: (لا نرى حرجاً في ذلك فالمواطن سئم الحرب ويريد السلام).
وقلل مساعد الرئيس ورئيس الوفد المفاوض من دعاوى تفكيك الإنقاذ أو اسقاطها بالقوة أو الثورة ، وقال (من أراد ذلك عليه أن يحقق حلمه بالانتخابات، فعصر التفكيك بالقوة والثورة انتهى، وفي تركيا مثال حي).
وقطع مساعد رئيس الجمهورية بعدم السماح بهيكلة الجيش السوداني وقال (ماذا حدث للعراق بعد حل الجيش ، وماذا يحدث في ليبيا بسبب السيادة فالأمس أرسلت كندا دبابات دخلت إلى أراضيها دون اعتراض؟).
وأبدى محمود تفهمه للمصادرة التي تعرضت لها الصحف لإجرائها حوارات مع قيادات من الحركات المسلحة، وأكد أن الاعلام مهم وضروري ولكنه يستخدم في الحرب النفسية، ولذلك لن يسمحوا للمسلحين باستغلاله، فيما وعد بإجراء مشاورات للوصول الى حلول بشأن الحوارات مع قيادات الحركات المسلحة.
وشدد محمود على أن عرمان هو الذي بدأ الحرب الإعلامية في حين أنهم لم يشمتوا على نداء السودان التي وقعت على خارطة الطريق دون أن تجري عليها تعديلات، وسخر (ولا شولة)، وأضاف (عرمان هاجمنا في مؤتمر صحفي ليرسل لحلفائه بالداخل رسالة يؤكد فيها أنه يعمل على تفكيك الحكومة).
وكشف محمود عن لقاء جمعه بمبعوث الأمم المتحدة للسلام أكدا من خلاله على ضرورة إستئناف المفاوضات التي وصف جولتها القادمة بالمعقدة.
صحيفة الجريدة