* أزعم بأن تداعى بعض الثوار والحركات المتمردة إلى مفاوضات أديس، هو في المقام الأول بسبب تطورات الوضع الأمني على الأرض، قبل أن يكون ذلك بسبب ضغوطات دولية كما يزعم البعض.. ففي كل مفاوضات السلم والحروب عبر التأريخ، يصبح كرت المفاوضات الأمضى هو الذي يرتكز على رصيد القوة العسكرية على الأرض، على أن الكلمة الفيصل دائماً يقولها الميدان ويملي شروطها ويفرض بنودها ويرسم خارطة طريقها !!
* فليس أدل على ذلك من تبني الحركات المتمردة في المفاوضات مسألة (تقنين) وضع الجيش.. وتنظيفه من (المليشيات)!! ويقصد بها (قوات الدعم السريع).. على أن مكمن القصة وبيت قصيدها، يكمن في هذا المطلب الذي لم يكن لعمري إلا تفكيك الجيش الوطني لصالح الحركات المتمردة !!
* على أن الضربة التأريخية لحركات دارفور المسلحة هي فقدانها دولة شاد كمنصة انطلاق، ثم ضربة تفكك دولة الجنوب الصادمة للجبهة الثورية مجتمعة.. ذلك ما يجعل الحركة الشعبية تصر على هبوط طائرات الإغاثة في (منطقتها المحررة).. ولم يكن هذا إلا منطقا وحيلة (للتشوين) وإعادة التسليح من قبل (الأصدقاء)!!
* ثم توالت الضربات على الأرض التي كانت أشهرها شراسة موقعة (قوز دنقو).. والتي عمليا قد أخرجت حركة العدل والمساواة من الميدان.. ثم تلقي عبدالواحد هو الآخر ضربات قاسية في الجبال، يقرأ كل ذلك مع تمكن قوات الجيش السوداني، من تضييق الخناق على الحركة الشعبية في منطقة ضيقة حول كاودا !!
* وفي هذا السياق يُعد الرفاق السودانيون، القوى الناعمة لدعم الحركات المتمردة من الداخل، يعدون الاحتفال بعيد الجيش كما لو أنه دق لطبول الحرب في مواسم مفاوضات السلام.. وهم يعلمون قبل غيرهم أن أقصر الطرق إلى السلام يأتي عبر أسنة الرماح.. على أن نشيد الرفاق المحبب مصوب دائماً على مفهوم (الشمولية).. التي تعني إخراج الجيش من المعادلة السياسية !!
* أقدم هذه المسوغات بين يدي العيد (62) للجيش السوداني البطل، وربما الأقدار وحدها هي التي جعلت هذا العيد يطل مباشرة بعد أفول نجوم حركات مائدة السلام !! حتى نكون أكثر حرصاً على (بندقيتنا) في كل الحالات، فالطريق إلى السلام يمر من هنا !!
*التحية لجيشنا الأبي في يوم عيده، ولا نملك إلا أن نستعصم من بعد الله سبحانه وتعالى، بالهتاف النشيد.. الحارس مالنا ودمنا جيشنا جيش الهنا.. زمنا بعيد مو قريب التأريخ لنفسه بيعيد.