نفى المتحدث الرسمي باسم زعيم المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان جيمس قديت داك أن الدكتور رياك مشار حاليا ًمع قواته حول العاصمة جوبا وليس في تنزانيا، وكانت تقارير صحافية تحدث عن زيارة مشار الى تنزانيا الأسبوع الماضي الى منطقة دودوما في تنزانيا، وبحسب التقرير فإن الأقمار الاصطناعية رصدت محادثات مشار من داخل تنزانيا التي تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا وتحدثت مصادر التقرير أن زيارة مشار الى تنزانيا التقى فيها مسؤولين من دول إفريقية مجاورة لدولة جنوب السودان لكن لم يكشف النقاب عن أولئك المسؤولين. فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس: ناشط ينتقد التدخل: انتقد الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بدولة جنوب السودان استيفن لوال موقف الحكومة لقبولها قوات عسكرية أجنبية، وقال استيفن لـ (الإنتباهة) إن الخطوة التي قام بها مجلس الأمن ذكية جداً وهو جعل حكومة الجنوب بأن تقبل بقرار دول الإيقاد المعني بنشر قوات إفريقية في إطار الحماية دون موافقة حكومة جوبا وأضاف الحكومة والمعارضة غير ناضجين سياسيا ًوإلا استطاعوا حل هذه الأزمة دون تدخل من أياً كان، ولكن لعدم نضوجهما ستدفع الشعب الجنوبي لاتخاذ قرار ومواقف تهدف لطرد الحكومة والمعارضة معا ًمن دولة جنوب السودان بسبب تقاسهم في حماية سيادتنا الجنوبي، ورحب استيفن بالتوسط من أية جهة من أجل جلب السلام وإن كان مجلس الأمن نفسه. المعارك مستمرة: أعلنت المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان أن جنرالات بالجيش الشعبي الحكومي لقوا مصرعهم في المعارك التي وقعت في منطقة كيمبا من بينهم المحافظ لكوتو موسى الذي لايزال مفقوداً بينما هرب بعضهم الى الحدود اليوغندية فيما قتل مساعد مفوض مقاطعة نهر ياي من ولاية الاستوائية الوسطى السابق، وفي السياق نفسه أعلن المتحدث باسم زعيم المعارضة أن قواتهم استطاعت إغلاق الطرق الرئيسة المؤدية الى جوبا حيث سيطرت على طريق (جوبا – بور) وطريق (جوبا – ياي) وطريق (جوبا – مندري) الذي يؤدي الى تركاكا كما أن قواتهم تتمركز حالياً في منطقة منقلا على بعد كليومترات من العاصمة جوبا، وأضاف المتحدث أن قواتهم تسعى للسيطرة على طريق (جوبا – نمولي ) و طريق (جوبا – توريت)، مؤضحا ًبأنها مسألة وقت فقط حتى يتمكنوا من السطيرة على جميع أطراف العاصمة جوبا ليكتمل الطوق على جوبا. مسروقات المواطنين بالقيادة: أعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان العميد لول رواي كوانغ أن استخبارات الجيش تمكنت من إعادة بعض المسروقات التي نهب أثناء الأحداث التي اندلعت في جوبا الشهر الماضي ، وأضاف المتحدث أنهم تمكنوا من إعادة مولدات كهربائية وسيارات لاند كروزر وغيرها تم نهبها بواسطة جنود الجيش وأن على أصحاب المسروقات الحضور الى مقر القيادة العامة للجيش لاستلامها بعد إحضار الأوراق التي تثبت ملكيتهم. أفراد مثيانق أنيور: نشرت المعارضة المسلحة صوراً لبعض أفراد مليشيات مثيانق أنيور التي تقاتل مع الجيش الحكومي ثم أصبحوا سنجاء داخل معسكر الأمم المتحدة في جوبا بعد رفضهم المشاركة في الحرب، وأفاد أفراد المليشيا إنهم هربوا من طريق (جوبا –ياي) الى معسكر الأمم المتحدة متعهدين بعدم العودة الى الحرب. مواجهة جوبا لمجلس الأمن: رفضت حكومة جنوب السودان قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بإرسال قوة لحماية المدنيين في أراضيها، وقالت إنها لن تتعاون مع الأمم المتحدة في هذا الشأن، رغم تلويح المجلس بحظر السلاح على جوبا في حال رفض القرار، وتناولت حلقة برنامج (ما وراء الخبر) بقناة الجزيرة الفضائية تناولت الجدل بشأن قرار مجلس الأمن الدولي تشكيل قوة لحماية المدنيين في جنوب السودان، وآفاق تطبيق هذا القرار، وقال الكاتب والمحلل السياسي أتيم سايمون إن قرار مجلس الأمن كان صادماً لحكومة جنوب السودان التي كانت تعوِّل على أن تقف روسيا والصين ضد إصدار القرار، لذلك سارعت بعد إجازته لإعلان رفضها التعاون مع الأمم المتحدة من أجل تنفيذه، وأضاف أن الحكومة الرسمية في خطاباتها لن تسمح بدخول تلك القوات، وأن هناك تلميحاً بإمكانية حدوث مواجهات بين القوات الحكومية وأية قوات دولية تدخل أراضي جنوب السودان دون موافقة الحكومة. وأوضح سايمون أن لدى الحكومة تحفظات على طبيعة ومهام هذه القوات وحجمها وشكل الحماية التي ستوفرها للمدنيين، لكنه توقع أن تدفع بعض الدول الحليفة لجوبا مثل مصر ويوغندا الحكومة إلى الحوار مع الأمم المتحدة لتجنب أية عقوبات أو احتكاك في هذه اللحظة، لا سيما أنه لا يوجد أمل لتنفيذ اتفاقية السلام بالشكل الأمثل. من جانبه أكد أستاذ تسوية النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسن محمد الشرقاوي أن أية حكومة عندما تقول إنها لن تتعاون مع قرار مجلس الأمن، فإنها تكون في حالة ممارسة السيادة التي يضمنها القانون الدولي والفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة. ورأى أن روسيا والصين وفنزويلا ومصر امتنعت عن التصويت على القرار ولكنها لم تصوت ضده، مما يعني أن حكومة جوبا إذا قررت الدخول في مواجهة مع مجلس الأمن فستضع نفسها عرضة لتطبيق عقوبات تؤثر على مشروعيتها وفقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وشدد الشرقاوي على أن المخاوف الأمنية ساهمت في صدور هذا القرار، لأن مشكلة الهجرة باتت تؤرق جميع الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا، التي تسعى لإبقاء هؤلاء اللاجئين داخل بلادهم خوفاً من نزوحهم نحو أوروبا.
الانتباهة