احذروا .. الثراء السريع.. فخّ المرأة الأرملة مالكة الملايين!

راود حلم الثراء السريع الكثيرين، ليس عيبًا أو جُرمًا، ولكنَّ الدين والعقل أكدا أن بالعمل والجهد يصل الإنسان إلى مُبتغاه، ولكن تلعب شركات مُحتالة على وَتَرِ بَيع الأحلام، مُستغلّة التكنولوجيا لنصب الشباك واصطياد الفريسة التي قد تقع بسهولة.

وربما بعينِ الخيال، يجلس شخصٌ ما، ينتظر فرصةَ الثراء.. ويعبث في بريده الإلكتروني ليجد رسالةً من شخصيةٍ مجهولةٍ بها “أتمنى أن يجدك بخير أخي عرفت إيميلك عن طريق البحث في الإنترنت وتوفيق الله”.. ولم تستوقفه فكرة معرفة إيميله الشخصي من الإنترنت، وأعتقد أن هذا أمر طبيعي، ليستمر في القراءة “رغم إني بعرف ما كل مَن في الإنترنت فيه يساعدني أوصل ردود فعل العالم بتختلف وغريبة ما كل حدن بيتعاون معي أو بده يتعاون.. إذا ما تعاونا بده يكون تسخير ممن عند الله.. إذا ما صار كل شيء بيعمله ربي خيرًا ولسبب بالنسبة للشحنة وما هي”.. وهنا يتوقف عقله عن التفكير، فهناك “شحنة” في الموضوع، وتعاون، وربما مال.

ويستمر في قراءة البريد الغامض “بدي إياك تقرأ الإيميل تفهم شو الموضوع شو المطلوب .. وإن هاد عبارة عن وديعة بشركة أمنية بدي عن طريقك استرجها.. كان مقر الشركة أولًا بسوريا كمكتب ممثل للشرق الأوسط وبعد الحرب انتقل لمصر كمكتب ممثل للشرق الأوسط.. هلا المكتب يلي بمصر عم يصير على كل أصحاب الودائع أخد الودائع تبعن لأن بدن يقفلو مكاتبن بالشرق الأوسط ويرجعو ع بريطانيا”.. لا يفهم جيدًا الأمر، ولكنه يستمر في القراءة عسى أن يجد الخلاص والمال السريع.

ويتابع القراءة “وأنا عرضت عليك أن تتكفل بإجراءات ورسوم الودائع بعد توكيلي إليك وعند إرسالك صورة لأي إثبات هوية ساري المفعول مشان أرسله للشركة من جانبي لاستخراج الوديعة، ومن بعد تحتفظ فيها مقابل نسبة 20% من أصل المبلغ 12 مليون دولار وإذا قدرتك تسمح باستثمار هاد المبلغ بده يكون اتفاق ثاني بيناتنا بدراسة جدوى وتحديد نسب جديدة”.

إلى هذه المرحلة يُشل عقله، سيحصل على نسبة، وهذه النسبة ستكون ملايين الريالات، هي كفيلة لأن تجعله ثريًا دون عمل.

وبدأ يحسب أرباحه، وتحوّلت قشرة مخه الرمادية إلى حصان جامح يفرز كهرباء كفيلة بإنارة المملكة.. فكّر وعدّد الأشياء التي سيشتريها بالمال الوفير.. ويستمر في القراءة “هلا طريقة نقل الوديعة من بلد للثاني هاد مسؤولية الشركة هي راح تقوم بالنقل عن طريق دبلوماسيين هاد تخصص الشركة ومسؤوليتها أنت ما عليك إلا الاستلام فقط حسب التوكيل اللي معاك واللي بده يصدر من عندهن”.. حسن، سيسلم المال فقط، وسيحصل على نسبة، بل سيُقال عنه “رجل أعمال” ويمتلك الملايين.

وقرأ آخر جزء من الرسالة “هاد الأموال ورث من زوجي المرحوم.. بتمنى تكون شرحت لك بشكل واضح شو المطلوب.. في انتظار ردّك”.

ويعلم الآن الشخص ماذا سيفعل، سيرسل مستند الشخصية إلى البريد المجهول، وينتظر المال الوفير، ولكن يبدو أنه سينتظر كثيرًا، ولا يعلم أن رسائل عديدة وصلت إلى غيره، منه ممن ربح بحسب البريد الغامض كيلو من الذهب، وآخر وصلت له رسالة من سيدة أرملة تقيم في ساحل العاج، وتريد إثبات شخصية.
والهدفُ واحدٌ في النهاية، هو سرقة هويتك؛ لأنها تُحمّل على جهازك من أحد المواقع المشبوهة، وتقوم وبالخفاء وبدون عِلم منك بتسجيل ضربات المفاتيح، وبأخذ صور لسطح المكتب، وبالتالي تُسجّل الإيميل وكلمة السر مثلًا أو تُسجّل معلومات بطاقات الاعتماد، كما تقوم هذه البرامج أحيانًا بسرقة ملفاتك الشخصية.

صحيفة المواطن

Exit mobile version