امطار غزيرة تصل لدرجة الفيضانات تهدد دول القرن الافريقي حيث تشهد دولتي اثيوبيا والسودان هطول امطار غزيرة تزيد نسبتها عن العام الماضي بنسبة 90% الامر الذي وصفه الكثير من الخبراء بأنه تهديد لسد النهضة بالانهيار بل وبحدوث تسونامي جديد يغرق المنطقة بأكملها.
فقد أكد الدكتور احمد فوزي دياب، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء وخبير المياه بالأمم المتحده، أن الفيضانات التي تشهدها دولة اثيوبيا الفترة الراهنة ستؤثر سلبا علي سد النهضة ، وذلك لأن القاعدة العلمية تؤكد أنه لا يجوز بناء اي منشأه في ظل الهطول الشديد للأمطار لأن الامطار الشديدة تهدم كل شئ في طريقها.
وأوضح دياب في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد” أن الآثار السلبية للأمطار الغزيرة تتمثل في انهيارات جزئية في بعض الأماكن التي لم يكتمل بناؤها حتي الآن بالإضافة إلي ايقاف بناء السد لفترة ليست بالقليلة وكذلك منع إقامة الخرسانات والأحمال الترابية.
ولفت أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء أن الحكومة الاثيوبية قد انتهت بالفعل من معظم الجوانب الخاصة بسد النهضة ولكنها لم تنته بعد من المناطق الوسطي التي من شأنها توليد الطاقة الكهربائية حتي الآن ، مشددا علي الحكومة المصرية بضرورة تكثيف المفاوضات قبل الانتهاء من بناء السد وذلك للحفاظ علي الأمن المائي القومي.
وفي ذات السياق أكد الدكتور احمد الشناوي ، خبير الموارد المائية والسدود بالأمم المتحدة ، أن الفيضانات التي تتعرض لها الدولة الإثيوبية ستؤثر سلبا علي سد النهضة وذلك لأن السد بُني علي فوالق صخرية والتي عندما تمتلئ بالمياه سوف تؤدي إلي انهيار تلك الفوالق الأمر الذي ينذر بكارثة تسونامي والتي قد تصل ارتفاعها إلي 140 مترا.
واوضح الشناوي في تصريحات خاصة لــ “صدي البلد” أن امتلاء الفوالق بالمياه سيجعلها مثل الأكياس النايلون التي تنذر بما يطلق عليه علميا اسم “خسوف ارضي” هو ما قد يسبب كارثة كبري تؤثر سلبا علي الكثير من الدول.
مشيرا إلي أن الجانب الاثيوبي قد بدأ فعليا في ملء السد منذ يوليو الماضي.
كما استنكر خبير الموارد المائية والسدود بالامم المتحدة موقف الهيئة الفنية لمياه النيل المصرية التابعة لوزارة الموارد المائية وذلك لوقفها انظمة التنبؤ بالفيضانات منذ فترة وهو الامر الذي قد يعرض البلاد لمخاطر الغرق دون معرفة المسئولين وبشكل مفاجئ.
ومن جانبه نفي الدكتور مهندس إسلام ممدوح ، الخبير والمتخصص في شئون بناء السدود المائية ، ان يكون للفيضانات التي تشهدها دولة السودان وبالتحديد في شرق السودان اي تأثير علي سد النهضة الذي تنشئه الحكومة الاثيوبية منذ اكثر من عامين بدعوي توفير الطاقة الكهربائية بالبلاد، مشيرا الي ان القائمين علي سد النهضة لم ينتهوا بعد من سد الفتحة الخاصة بالسد والتي من شأنها تخزين المياه التي تدخل الي السد.
وأوضح ممدوح في تصريحات خاصة لـ”صدي البلد” أن الفيضانات التي تشهدها شرق السودان الفترة الحالية هي فيضانات عادية تشهدها البلاد في هذا التوقيت من كل عام ولم ولن تؤثر علي سد النهضة اطلاقا ، مطالبا الحكومة المصرية الإعلان بشفافية عن آخر المفاوضات بشأن سد النهضة..
وتجدر الاشارة إلي أن الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الاقليمي لعلوم الفضاء قد أشار في تصريحات تليفزيونية إلى أن صور الأقمار الصناعية ترصد هطول أمطار رعدية غزيرة على الهضبة الإثيوبية بزيادة 90% عن العام الماضى، مما ينبئ بقدوم فيضان فوق المتوسط إلى عالٍ، مطمئنا المصريين بأن إثيوبيا لم تنته من بناء سد النهضة حتى الآن ، وأن الوضع ليس بالسوء الذي يتخيله الشعب المصري.
محمود نوفل
نقلاً عن موقع صدى البلد المصري