عيادة المريض وزيارته من الآداب الرفيعة التي حَثّ الإسلام المسلمين عليها وجعلها من أولى حقوق المسلم على أخيه المسلم، والتي يجب عليه مراعاة شعور المريض، فلا يرفع الصوت عنده ولا ينقل إليه ما يسؤه ولا يُذّكره بما يُحزنه ولا يحرجه بالأسئلة التي لا داعي لها. ويجب عليه أيضاً ألا يُطيل في المَكث عند المريض بما يَشق عليه أو على أهله. إلا إذا اقتضت المصلحة أو أن المريض يرغب بذلك مع مراعاة الوقت المناسب لزيارته . ومن الأحاديث التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بفضل زيارة المريض قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ. وفي رواية أخرى: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ . رواه البخاري ومسلم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” من عاد مريضًا غاص في الرحمة، حتى إذا قعد استقر فيها “. وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ. رواه البخاري. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما مَن مُسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمسي، وإن عاده عشية صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف (الخريف: الثمر المخروف أي المجتنى) . في الجنة “. عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : ” إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا بن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما عَلمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟! أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟! يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني ؟ قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟! قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي “. قال صلى الله عليه وسلم : (اذا حَضرتم المريض فقولوا خيراً ، فإن الملائكه يؤمنون على ما تقولون) . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًاً لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني. وروى الإمَامُ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ , فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا ) صححه الألباني.
منقول بتصرف