أكثر من اتصال هاتفي تلقيته معلقاً ومعقباً على ما أثرته حول فضائية الجزيرة الخضراء التي ظنها مواطن الولاية المغلوب على أمره نبعاً من ثقافة ونهراً من إبداع يغتسل عنده في اليوم مرات ومرات، فوضح له مع مرور الأيام ومع بعض ما اتضح من برامج تم تسجيلها لشهر رمضان، أنها مجرد سراب، على الأقل (حتى الآن
حقيقة قناة الجزيرة الخضراء تظل لغزاً محيراً لأنها الفضائية الوحيدة التي لا يد لوزارة الثقافة الإعلام عليها، وإنما مفاتيحها لدى وزارة الشباب والرياضة، وبالطبع هذا اللغز لا يعني أن وزيرة الثقافة والإعلام بالولاية إنعام حسن عبد الحفيظ التي أشدنا بها من قبل، معفية من هذه (المهزلة) إن جاز الوصف، لأن العمل التلفزيوني هو من صميم مهام وزارة الإعلام والثقافة.
فقبول أي وزير بالتنازل عن صميم مسؤولياته يعني ذلك ضعفاً واضحاً في شخصيته وهشاشة في أفكاره، ولأننا نعرف الأخت إنعام صاحبة الشخصية القوية والفكر الحكيم، لن نتهمها بذلك ولكن نقول لها إن المواطن البسيط يريد إبداعاً وثقافة ويعلم تمام العلم أنك أنتِ الوزيرة المعنية، وبالتالي لا يهمه من يدير القناة، فالمحصلة يريدها على الشاشة وليس السياسة وقرارات المكاتب
ثم أرجو أن تسمحوا لنا أن نسأل ماذا قدم وزير الشباب والرياضة للشباب وللرياضة بالولاية حتى نزيده مسؤوليات على مسؤولياته، فالجزيرة ما عادت الجزيرة التي كانت لها الصولة والجولة في الدوري السوداني (غير الممتاز)، الفريق الوحيد الذي يمثلها يعاني الأمرين، والشباب في الولاية يفتقدون للكثير ليمارسوا نشاطاتهم المتعددة، والكثير من المدن تفتقد لمراكز الشباب، فما الغاية إذاً في أن يتسلم وزير ملف القناة وهو لم يضف جديداً ولم يقدم ما يشفع له في الملفات التي تعنيه
حقيقة هو أمر محير، وستدفع ثمنه حكومة الأمل والتحدي التي حدثنا عنها الوالي الدكتور محمد طاهر إيلا، فالمواطن أصبح يميز بين الجدية وبين الشعارات وبين المضمون و(القشرات)، ومواطن الجزيرة المشهود له بالوعي والثقافة لن تفوت عليه إن كانت قناة الجزيرة الخضراء هي قناة بالفعل أم مجرد قناة للمزايدة (وزيادة الكوم كومين)، والشيء الذي لا بد من قوله وتكراره هو أن تعمل وزيرة الثقافة بالولاية على إعادة أمور القناة والإمساك بمفتاحها وإلا عليها الاستقالة، لأن الوزير الذي يجامل في حقوق وزارته ويتنازل عن مسؤولياته لوزارات أخرى ليس جديراً بالبقاء في منصبه ولا يؤتمن على ثقافة البلاد، فالثقافة ليست مهرجاناً وحفلات ولقاءات حاشدة وغير حاشدة ولكنها هوية وقيم.
خلاصة الشوف
من باب الذكرى نقول ما سبق أن قلناه ، ومن اليوم بمشيئة الله نواصل مع أهلنا في الجزيرة فتح ملفات قناتنا الخضراء.