عبد العظيم صالح : المسافة..!

٭ أطربتنا أمس عفاف حسن أمين.. مشكلتي الوحيده مع برنامج الـ (إف إم) في قناة النيل الأزرق أنه (بجي)و (أنا طالع).
٭عفاف تجبرك (تقعد).. أمس في معيتها أستاذ جامعي مغترب بجامعه جيزان.. تحدث عن (المسافة) بين الحبيب والمحبوب في الأغنيه السودانية.. وسائل النقل ساهمت في التفريق بين المحبين.. الأغنية السودانية تحدثت عن اللوري والبص والقطار و الطيارة..!
٭ الحوار على طريقة (عفاف) التلقائية أضاف للحلقه كثيراً من الجماليات والروائع خصوصاً وعفاف كانت (شايله معها عدة الدهشه) منها السكين والأناناس و (الصفارة) والتي أعلنت من خلالها نهاية الحلقة والنور الجيلاني يغني (يا الشايل التلفون)..!!
٭ نحن في كثير من الأحيان نظلم الأغنية السودانية ونحبسها في جانبها الموسيقي ونستمتع ونتمايل مع الألحان حد الثمالة وإثارة الغبار في (نص الداره) طرب وسرور وننسى المضامين الغنية والعميقة التي تحملها الكلمات والنصوص.
٭ الأغنية السودانية (مؤرخ اجتماعي) يرصد ويسجل ما يدور في داخل طبقات المجتمع العادية من حياة وتفاعل.
٭ بعد البرنامج سرحت في كلمه المسافة ووجدتها يا جماعه كلمه عجيبة (لا هينه ولا لينه).. فليس الشعراء وحدهم من يتحدثون عن المسافة على المستوى الاجتماعي.. احتفاظك بمسافة بينك والآخرين تجعلك بمنأى عن (مشاكل) أنت في غنى عنها ويحفظ لك احترامك ووقارك في زمن أضحى فيه الحفاظ على قيم ومثل كهذه أمر في غاية الصعوبة
٭ في زمن اللهث وراء المصالح والجري وراء القروش والمصالح الذاتية الأخرى أضحت (المسافة) بعيدة بين القيم والأخلاق والسلوك.. والنتيجة ما نراه من (معكوسات) تجعلنا نتعامل مع (البني آدم) الحايم في شوارع ومكاتب (الخرطوم) بحذر.. والله احترنا يا (عفاف) نقول (ده) موسى إطلع لنا (فرعون)..!!)
٭ وبمناسبة المسافة.. فحسب متابعتي لمفاوضات أديس أبابا اعتقد أن (المسافة) لا زالت بعيدة بين الحكومة والمعارضة و المدهش الشنط (المختوتة) تحت طاولة المفاوضات وتنقلها الكاميريات على مدار الساعة.. وده معناهو الناس ديل جاهزين (نفر والسفر) وربنا اكضب الشينة!!
٭ واختم مع الشاعر عماد حسن إسماعيل الذي اختار الغربة ومع ذلك ظل محتفظاً بذات المسافة مع الوطن:
٭ حملت حقائبي سفراً فردتني المطارات وأسأل عنك فاضت بي النداءات
لماذا أن تقرب من دمي حلماً .. تهرول وهي تحملك المسافات.

Exit mobile version