> يمكن أن يحسب سلفا كير أن أية عملية انشقاق داخل صفوف المعارضة المسلحة يمكن أن يستفيد منها لصالح استقرار حكمه . > و هو يرى أن صراعات المعارضة تكون بعيدة عن جوبا . لذلك ستكون مشغولة جداً عن الحكومة . > لكن استمرار صراعات المعارضة يقلص مساحات سيادة حكومة جوبا ويجعل الأولى تقيم مناطق حكم عسكري مستقل . > من الممكن أن يكون ضمن هذه المناطق التي تحتضن حقول النفط ..و أي من الطرفين المتصارعين إذا احتل حقول النفط فإن جوبا ستجد نفسها داخل ورطة قاسية > جنوب السودان بعد انفصاله عن السودان بعملية ديمقراطية شهدها العالم ..كان اعتماده على عائدات إنتاج النفط لإنعاش اقتصاده و إقناع الشعب الجنوبي و كل سكان الأرض بأن ثمار حق تقرير المصير قد أينعت و حان قطافها . > و أن الاستقلال و الصداقة مع أمريكا و التطبيع مع إسرائيل و وطنية القبائل المتحدة كل هذا صنع دولة في جنوب السودان يشار إليها بالبنان و يقتدى بها . > لكن حينما تفسح واشنطن المجال لاستتباب الأمن و انعاش الاقتصاد في أية دولة إفريقية حتى مصر صاحبة الفرصة المذبوحة ..ماذا ستستفيد .؟ > هل واشنطن الآن مستفيدة من دول إفريقية طوت الظلام وودعت حقباً عجافا ً لا تعي لا تنطق مثل زامبيا و زمبابوي وساحل العاج ونيحيريا و السودان و تونس .؟ > كلا طبعاً ..لكنها تسعى مع دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين لنسف الاستقرار فيها لكي يستفيدان ..مثلما هما الآن مستفيدان من سوء الأوضاع الأمنية ..و إيقاف إنتاج النفط وتعطيل مشاريع التنمية وانهيار نظام الخدمات في جنوب السودان . > واشنطن تريد توسيع وتقوية نفوذها في دول إفريقيا ..حتى إثيوبيا لم تنج من محاولات الإيقاع بها في دائرة المؤامرة الأمريكية . > وقد قدمت منحة قمح لأديس أبابا ..لكن نصحها أحد المسؤولين السودانيين بأن ترفض الهدية الأمريكية لأن المقصود منها تغيير الثقافة الغذائية الغالبة في إثيوبيا لصالح أصحاب مزارع القمح الأمريكيين ..أو لإضافة سوق تستفيد منه واشنطن. > والمشكلة ليست في ذلك . بل في معاناة تنتظر الحكومة الإثيوبية بعد أن يزداد الطلب على القمح ..و تعرضه واشنطن للبيع بعد ذلك . > و إثيوبيا لا تملك موارد كثيرة للتصدير تؤهلها لاستيراد القمح بعد تغيير الثقافة الغذائية هناك ..و واشنطن تفهم هذا جيداً ..لكن يسؤها أ لا تعتمد عليها إثيوبيا . > و هناك معلومات مهمة تخص إثيوبيا ..وتغفل عنها واشنطن ..لو علمت بها لصنعت معارضة مسلحة مثل الحركة الشعبية وحركات دارفور لزعزعة استقرارها . > فالاجتهاد الإثيوبي لتحقيق الإمن و الاستقرار و التنمية وتأسيس البني التحتية مثل سد النهضة ..إذا علمت واشنطن إنه سيحقق الاستقرار و الرفاهية لاكثر من ستين مليون مسلم داخل اثيوبيا ..و لعشرات الملايين من المسلمين خارجها .. فإنها ستفكر في تحويل الدولة الاثيوبية إلى الحالة السورية . > و كل هذه الدروس و العبر . .غير مستفاد منها في جنوب السودان ..إما بسبب الجهل أو بسبب الأنانية ..أو بسبب العصبية القبلية . > و حينما نجد المسلمين في إثيوبيا يعبرون عن استيائهم من بعش الأمور ..نذكرهم بمرحلة ما قبل ثورة زناوي. نذكرهم بعهد منقستو ..الذي كان يضيع فرص نهضة إثيوبيا من أجل تدمير المدن والقرى في إرتيريا و مناطق التقراي بسلاح الجو الروسي .. فيسقط الضحايا ..و أغلبهم مسلمين . > لذلك ..يبقى فتح المجال للأجندة الأمريكية أخطر على الدول الإفريقية من الخصوم السياسيين فيها . > و انشقاق المعارضة المسلحة ..ليس من الحكمة السياسية أن يتعامل معه سلفا كير بمنطق ( اللهم اجعل كيدهم في نحرهم .. و اشغلهم بأنفسهم). > فهي معارضة مسلحة ..و هشة يعني إنها ستضرر جداً بسيادة الدولة ..و مكتسباتها . > ستتوزع الدولة إذن بالشيوع . > مناطق للحكومة و أخرى للمعارشة بشقيها و ثالثة للقوات الإقليمية و رابعة مستقبلا ًللقوات الامريكية ..و خامسة للمنظمات الاجنبية التي تتسوق في مناطق النزاعات لتقبض الدولار الحرام . > وتكون الفرصة قائمة لإضافة معارضة مسلحة جديدة .. وتستمر معسكرات تمرد دارفور تحت إشراف عبد الواحد الذي يسد عن المفاوضات والحوار الوطني السوداني رغم هزائمه ( دي بطينة و دي بعجينة). > ونكرر ..الحل في هيكلة الجيش الشعبي و بنائه من جديد و تحويل عقيدة الهجوم القديمة إلى عقيدة دفاع فقط .فعقيدة الهجوم كانت في مرحلة التمرد ضد حكومات الخرطوم ..و هذا سر انشقاقاته . غداً نلتقي بإذن الله.