مصر.. وصندوق النقد الدولى !!

علشان مصر تأخذ قرض من البنك الدولى قيمته 12مليار دولار أو أقل لجأت لصندوق النقد الدولى .. وصندوق النقد الدولى سيقدم وصفته المعروفة .. ووصفة الصندوق علميا صحيحة .. وهى عصارة الفكر الاقتصادى بلاشك .. !!
اذا وافقت مصر على وصفة الصندوق سيقرضها البنك الدولى أقل من 12 مليار دولار على ثلاث أو أربع دفعات بواقع دفعة كل عام .. ويرد القرض بفائدة … !!

وصفة الصندوق قاسية وهى فعلا تعالج الاقتصاد على المدى الطويل لمن يحتملها ويطبقها بصورة صحيحة .. والمبلغ الذى يقرضه البنك ليس كبيرا .. والصندوق والبنك يهدفان أن تعتمد مصر على نفسها .. وما هما الا مساعد فقط يدعمك بقليل من المال وكثير من النصائح على مرارتها … !!
مصر ستقبل بكل شروط الصندوق لكى تحصل على القرض .. ولكن مصر ستفشل فى تطبيق وصفة الصندوق .. لأن روشتة الصندوق تحتاج للتروى فى التنفيذ والتدرج فى الانفاذ .. لكن دفعات البنك الدولى فى تسليم القرض على قلته لن تتلاحق ما لم تشرع مصر فى تنفيذ وصفة الصندوق .. وقد تتوقف اذا تباطأت مصر .. وسر الوصفة يكمن فى الخطوات الثابتة المتدرجة .. وبطء مصر لن يحتمله البنك ولا الشعب .. والتسرع يفشل فاعلية الوصفة ويزيد الطين بلة .. وتخرج مصر أسوأ اقتصادا ومطالبة بتسديد القرض والفوائد … !!
أغلب من تعاملوا مع صندوق النقد الدولى فشلوا بسبب التباين بين العلمية الاقتصادية المتروية للصندوق .. والعملانية المتلاحقة للبنك .. ومن هنا ساء مصير القارضين من البنك .. ولكن وصفة الصندوق علمية حتى النخاع .. الا أن تعاطيها بشكل يحاول مواكبة تلقى دفعات البنك يترك أثارا سالبة على الاقتصاد … !!
ومابين الوصفة والقرض يكمن الخلل .. ويكمن الفخ … !!

أهم بنود وصفة الصندوق الدولى لمصر ومثيلاتها :
1) رفع الدعم الحكومى عن السلع تدريجيا
2) الخصخصة .. وتقليل جيوش الموظفين تدريجيا
3) تطبيق ضريبة القيمة المضافة تدريجيا
4) تحرير الاقتصاد

وكل هذه خطوات فاعلة لتصحيح الاقتصاد .. وكلها مقرونة بالتدرج .. ووضع ما يعرف ( بالوسادة ) لتخفيف أثر الصدمات على الفقراء ومحدودى الدخل .. ولكن مثل هذه التدبيرات تحتاج لعشرات السنين .. الا أن ربوية الفائدة لدى البنك الدولى تستنزف النتائج .. بينما محاولات مواكبة تواقيت البنك تنسف التدرج نفسه مما يتعارض مع تدابير ( الوسادة ) .. وتخفيف حدة الصدمات .. وتكون المعادلة صعبة على الحكومات والشعوب .. فتقل القوة الشرائية .. ويسود الركود فتقل نسبة النمو .. ويرتفع معدل التضخم .. وتزيد قيمة الديون … !!
وصفة الصندوق جيدة جدا … لكنها يجب أن تنبع من ارادة الحكومات .. بعيدا عن ابتزاز البنك الدولى وتحكمه … !!
حتى نفهم لماذا تهتف الشعوب ( لن يحكمنا البنك الدولى ) … !!

بقلم
نصر الدين المكي

Exit mobile version