فيما نحمي أنفسنا من المطر والبلل بالمظلة فإن هناك حيوانات تتجنب البلل وخطر المطر بطريقة ذكية لا تخطر على البال. ومع تغير المناخ تشهد مناطق عدة أمطارا في أوقات غير معهودة لكن من المستفيد ومن المتضرر من هذا التغير المناخي؟
حين تمطر تخرج حلزونات الكروم من قواقعها وتتحرك بشكل جماعي، أما الحلزونات الأخرى التي ليس لها قواقع فإنها تتحرك فجأة باتجاه الطريق والخضروات لترطيب نفسها؛ إذ أن المطر يحمي هذه الحيوانات اللزجة من الجفاف. وفي الأيام الحارة الجافة تحتمي الحلزونات بظلال الأشجار والأعشاب الكثيفة. وبالتالي فإن الحلزون من المستفيدين من الطقس الماطر.
دودة الأرض تخرج إلى سطح الأرض عند المطر، لكن لا يعرف العلماء فيما إذا كانت من المستفيدين من المطر أم لا. لكن يعتقد أنها تحتاج قطرات المطر وتستفيد منها في ترطيب نفسها بعض الشيء.
في فصل الصيف ينشط البعوض والبق، وهذه الحشرات تتكاثر في الجو الحار الرطب. لكن المطر الخفيف يبعد هذه الحشرات ويقينا من لسعاتها.
أعشاش طائر اللقلق على أسطح البيوت ليس شيئا نادرا في ألمانيا وكثيرا ما تروى الحكايات عن هذا الطائر واعتنائه بفراخه. لكن أن يضطر إلى رمي صغاره من العش، فهذا ما لا يتصوره إنسان، وهو ما حدث هذا العام فعلا. إذ أن فراخ اللقلق كانت تصاب بالبرد الشديد وتموت نتيجة الأمطار الغزيرة وتجمع ماء المطر في العش، ما اضطر الطائر إلى رمي صغاره من العش. فكان اللقلق من المتضررين من موجة الأمطار الغزيرة.
في السنوات الأخيرة عادت الذئاب إلى الظهور في ألمانيا وتزايد أعدادها. وهذا الحيوان يحمي نفسه من المطر والبلل بفضل الشحم الموجود على الفرو الذي يكسيه والذي يمنع بدوره تغلل ووصول الماء إلى جلده. وأثناء السباحة يتشكل ما يشبه الوسادات الهوائية بين الفرو.
الوزغية من الحيوانات الحرشفية الزاحفة التي تتمتع بقوة التصاق كبيرة، إذ أنها تستطيع حتى الالتصاق بالسطوح الزجاجية، لكن إذا كان السطح مبللا فإن هذا الحيوان يفقد بعضا من قوة اللصق لديه. وقد وجد العلماء أنه لدى البلل تتشكل طبقة بين قدم الحيوان والسطح الذي يقف عليه ما يحول دون التصاق باطن قدمه بشكل جيد. لذا فإن هذا الحيوان لا يحب المطر والبلل.
يعرف عن النمل أنه يستطيع حمل أشياء تفوق وزنه، ولا عجب إذا ما ثابرت هذه الحشرة وتابعت عملها حتى عندما يهطل المطر حتى أنها تتسلق الجدران ورأسها إلى الأسفل. فعندما تشعر بدفع من الخلف فإنها تضاعف قوة مقاومتها خلال أجزاء من الثانية، وآلية الحماية هذه تثير فضول ونظر العلماء.
نبات الإبريق، هو نوع من النباتات الآكلة للحشرات. وعندما تمطر وتبتل كأسها، فإن الحشرات تنزلق إلى داخله حيث يوجد أنزيم هاضم، فتقوم بهضم الحشرة الضحية. ومن هنا فإن هذا النوع من النبات يسعد بالجو الماطر.
يعد المطر من أشد وألد أعداء طائر الشاهين. فقد وجد العلماء أن التغير المناخي وزيادة هطول الأمطار الغزيزة أكبر أسباب وفاة هذا الطير. إذ أن الأمطار الغزيزة هي سبب ثلث حالات الوفات بين طيور الشاهين، الذي لا يستطيع أن يقي نفسه من المطر والبلل.
DW