بكل ألم وحسرة تُطالعنا الصحف يومياً بوفاة خمسين أو ستين مواطناً بفعل السيول والفيضانات، وبكل غباء وبرود تطالعنا أيضاً تصريحات المسؤولين بأنّ الأوضاع تحت السيطرة.. ترى ما هي السيطرة التي يتحدّثون عنها وما هي المرحلة التي تخرج فيها الأوضاع عن السيطرة.. إذا كانت وفاة المئات لا تعني شيئاً وإنما الأوضاع تحت السيطرة، وانهيار المنازل ليس بالأمر الخطير والأوضاع تحت السيطرة، وتشريد الأسر عااادي جداً ووفاة البعض بالصعقة الكهربائية أو السقوط في مجرى أو “منهول” أمراً طبيعياً والأوضاع تحت السيطرة. فما هي إذاً مواصفات الكارثة في عُرف المسؤولين..؟
السيد والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين ظلّ على الدوام فوق مُستوى النقد وذلك منذ أن كان وزيراً للدفاع.. كان الكثيرون يعتقدون أنه من الخُطوط الحمراء التي لا ينبغي نقدها.. وانتقل عبد الرحيم الى الولاية وهو يصحب معه ذلك الزخم التحذيري من المساس به.. الرجل ومنذ أن جاء الى الولاية لم نشهد له إضاءة واحدة أو مشروعاً عليه القيمة ويأتي الخريف فيطل علينا بذات الابتسامة الباردة ليخبرنا وهو (يخوض في الموية) أنّ الأوضاع تحت السيطرة، وأن الآليات تعمل بفاعلية.
ألا ترى ،السيد الوالي، منظر غرق الخرطوم و غرق العربات في نفقيْ بُري وعفراء، ووفاة المئات وجرف السيول لمنازل المُواطنين..
أين أنت من المُواطنين الذين شُرِّدوا وضاعوا وضاعت أحلامهم تحت الأنقاض وخسروا منازلهم وأمتعتهم وأطفالهم ولم يبق لهم إلا أمل بعيد في خيمة أو إغاثة.. أين أنت منهم….!!! هل تتابع ارتفاع مناسيب النيل..؟ هل جلست في القيف مع المواطنين وترست البحر..؟ هل تَرَحّمت على الشهداء منهم وساعدت ذويهم..؟