كمال عوض : خريطة الطريق .. بارقة أمل

> تابع السودانيون مساء أمس عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل توقيع المعارضة على «خريطة الطريق» التي طرحتها الوساطة الإفريقية، وهي خطوة مهمة تدفع بالعملية السلمية وتوقف العدائيات. > قوى نداء السودان قالت إنها مستعدة للمضي قدماً بعقول وقلوب مفتوحة في عملية سلام مستدام وحوار قومي دستوري شامل، وجددوا التزامهم بحل سياسي سلمي عادل وشامل يخاطب الأسباب الجذرية للنزاعات في السودان. > الروح الجديدة التي سادت أجواء التوقيع في أديس أبابا توحي بأن الطريق صار ممهداً لاجراء تفاهمات واتفاقيات تنهي الحرب وتسكت أصوات الرصاص التي صمت الآذان في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لسنوات طويلة. > الفرصة الآن مواتية لتدور عجلة التنمية في مناطق أرهقها دوي المدافع وكبلتها القيود عن التقدم نحو الغايات. > تابعت مثل غيري تصريحات الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي عقب التوقيع الذي وصفه بـ «العرس» ثم الاستطلاعات التي أجرتها قناة «الشروق» مع المواطنين في الولايات المتضررة الذين جاءت افاداتهم متفائلة مستبشرة بمستقبل أفضل ينسيهم مرارات الحرب. > نعم عانينا طويلاً من حروب طويلة الأمد في الشرق والغرب والجنوب حصدت خيرة أبناء الوطن، وآن لهذا النزيف أن يتوقف. > الاستعداد كبير من جانب الطرفين «الحكومة والمعارضة» لوضع الضمادات وتنظيف الجراح بتفاهمات ستفضي إلى اتفاق مرضٍ يحسم الجدل ويبعد البلاد عن خطر التشرذم والتفكك والانفلات. > قبول المعارضة التوقيع على خريطة الطريق أنهى مرحلة العداء واثبت احتكام قياداتها لصوت العقل، وهي نقلة جديدة تقرب المسافات نحو الوصول إلى الاتفاق النهائي. > الموقف الإيجابي للمجتمع الدولي والآلية الإفريقية والجهود الكبيرة التي بذلها ثامبو أمبيكي، ساعدت كثيراً في إقناع قوى نداء السودان بجدية الخطوات نحو وقف الحرب وتحقيق السلام. > على أبناء السودان استثمار هذه البشريات التي لاحت في الأفق، والابتعاد عن كل ما يؤخر ويضع العراقيل في مسارات التفاوض، والإسراع لتكملة ما تبقى من ملفات، والعمل بالروح الجديدة التي قال عنها مالك عقار إنهم لم يعودوا أعداءً بعد اليوم.

Exit mobile version