أدى الرئيس التشادي إدريس ديبي القسم رئيساً لجمهورية تشاد لدورة رئاسية خامسة عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أبريل المنصرم بحضور دولي وإقليمي كثيف تقدمه رئيس الجمهورية عمر البشير في احتفالية سياسية ضمن حلفائه الإقليميين والدوليين بجانب مسؤولين من الاتحاد الأفريقي لتدخل تشاد سيناريو جديد من الحياة السياسية وينتظر السودان خلال فتترته الرئاسية القادمة الكثير من المكاسب السياسية باعتباره أحد القادة الذين ظلوا يعملون على استقرار السودان وتحقيق الأمن على حدوده.
الرئيس الرابع
ويعتبر ديبي الرئيس الرابع الذي حكم تشاد عقب استقلالها عن فرنسا وهو من مواليد خمسينيات القرن الماضي . أرسل إلى فرنسا للتدريب، وعاد إلى تشاد في 1976، وبقي موالياً للجيش وللرئيس فليكس معلوم، للخلاف بينه وبين رئيس تشاد الأسبق،حسين حبري الذي اتهمه بالتخطيط لانقلاب، وغادر إلى ليبيا ثم السودان وشكل ما عرف ب”جبهة الإنقاذ الوطنية” المدعومة من ليبيا والسودان وبدأ الهجوم ضد حسين حبري سنة 1989، واستولى على إنجمينا سنة 1990.
دور محوري
وقد لعب دبي دوراً محورياً في رأب الصدع بين الحكومة والحركات المسلحة منذ بروز أزمة دارفور للسطح لاسيما أن له تأثيراً كبيراً على الحركات المسلحة مثل العدل والمساوة التي يتتزعمها خليل إبراهيم أو غيرها من الحركات، وبحكم ايوائه للعديد من قادتها داخل الأراضي التشادية في (وقت سابق)، وبحكم تلك العلاقات أسهم في في الوصول لتفاهمات بين تلك الحركات والحكومة، وأشاد سفير السودان بإنجمينا السفير عبد العزيز حسن صالح بالدور الكبير الذي ظل يقوم به إدريس دبي في دعم سلام دارفور وحثه للحركات المسلحة للانضمام لمسيرة السلام، وقال” السودان يثمن هذا الدور.
نجاح ديبي
وقد نجح ديبي فى مهمة رأب الصدع بإقناعه بعض حركات دارفور بالانضمام لطاولة التفاوض لأكثر من جولة حيث من المرتقب أن توقع على وثيقة خارطة الطريق ويعول السودان أن تلعب إنجمينا دوراً في دفع العلاقات مع فرنسا رغم أنها تمضي بشكل طبيعي إلا انها لم تصل لمستوى الطموح، ويرى خضر أن التقارب التشادي – الفرنسي باعتبار أن الأولى إحدى الدول الناطقة بالفرنسية وعول على دبي له دور كبيرً في تفعيل العلاقات بين الخرطوم وباريس في اعقاب اهتمام الأخيرة بضرورة تفعيل الأمن والاستقرار في المثلث الجغرافي الذى يضم الخرطوم – بانغي – أنجمينا بعد تعويل أوربا على السودان في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وبات رقماً يعتمد عليه.
تفعيل التجارة البينية
والمطلوب من تشاد في الفترة المقبلة الإسهام في تحقيق الاستقرار والأمن على حدود البلدين لاسيما في ظل توتر الأوضاع في دولة ليبيبا والنزاع بين الاطراف الليبية، بجانب تفعيل التجارة الحدودية على حدود البلدين وتنشيط التجارة البينية التي تقود إلى مصالح الشعبين .
دعم مرشحي السودان للاتحاد الأفريقي
وكان لإدريس دور مهم في دعم مرشحي السودان في انتخابات الاتحاد الأفريقي التي عقدت مؤخراً في العاصمة الرواندية كيغالي بعد رفضه باعتباره رئيساً للاتحاد الأفريقي والذي ينص على مناقشة تأجيل الانتخابات الخاصة بالمفوضيات والذي تم لاحقاً وفقاً للقواعد ولقانون الانتخابات، ويقول خضر إن دبي لعب دوراً مهماً لفوز مرشحي السودان السفير رحمة الله محمد عثمان وأميره الفاضل ومن المنتظر أن يدعمها خلال قمة الاتحاد الأفريقي يناير المقبل.
علاقات إستراتيجية
واكد عبد العزيز أن مشاركة البشير في مراسم تنصيب الرئيس التشادي تأتي تتويجاً للعلاقات المتميزة بين البلدين في كافة المجالات، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها إستراتيجية، لافتاً إلى حرص القيادة في البلدين على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة مشيراً الى التنسيق المشترك وتطابق الرؤى بشان التطورات التي تشهدها المنطقة ودول الجوار، وزاد قائلاً “إن الإرادة العليا لدى الرئيسين هي الدافع لتعزيز العلاقات الثنائية، منوهاً إلى أن العلاقات السياسية في أحسن حالاتها وهناك تنسيق عالي المستوي في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. الروابط
رضاء بالعلاقات
وعبر عن رضائه لمستوى العلاقات وقال نتطلع أن تشهد تطوراً كبيراً في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي. مبيناً أن الترتيبات جارية بين الرئيسين لإنفاذ ما اتفق عليه لإنشاء خط السكة الحديد (بورتسوان أبشي أنجمينا)، وقال إن وزارتي النقل في البلدين يدرسان ذلك المشروع الذى سيساهم في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وقال اننا ننظر بعين الرضا لتجربة القوات المشتركة السودانية التشادية في تأمين الحدود وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تقرير:أحلام الطيب
صحيفة آخر لحظة