عبد العظيم صالح : الخريف والحوار

٭ نحن الآن نعيش تباشير الخريف، الأرض ارتدت حله من سندس أخضر، والوجوه في أريافنا البعيده اكتست أيضاً بالبشر والترحاب، والمزاج العام تغير.
٭ المشهد السياسي أيضا يعيش خريفاً من نوع آخر، هل مصادفة أن نشهد مع موسم الخريف تطوراً ابجابيا في الملف السياسي؟
٭ نحن الآن على أعتاب أهم خطوتين لتوقيع المعارضة على خارطه الطريق بأديس أبابا، وانعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني بقاعة الصداقة.
٭ إذن الحوار والتفاوض، الخريف والمطر والأرض، الاقتراب من المسارات، مسارات الزراعة والحصاد.
٭ قاعة الصداقة بالخرطوم تسلمت أمس توصيات الحوار الوطني الذي جرى بنفس القاعة لمدة قاربت التلاثة أشهر، والقوى السياسية في مجموعه نداء السودان ستقوم بالتوقيع على الخريطة الافريقية التي يحملها ثامبو أمبيكي في حقيبته السوداء، بعدها يمكن أن تنطلق مباشرة المفاوضات حول المنطقتين ودارفور، هناك أيضاً مجموعة المستقبل والتي أيضاً ستلحق بحوار قاعة الصداقة، وستشارك أيضاً في اجتماعات أديس أبابا.
٭ إذا مشت الخطوات إلى الأمام، فإننا على موعد مع خريف سياسي من نوع آخر، ومع ذلك يبقى السؤال: هل هناك إرادة سياسيه لدى كل الأطراف للدفع بعملية السلام والاستقرار إلى خطوات مختلفة ونهائية تضع حداً للشقاق و(النفاق) وسوء الأخلاق الذي يعيشه المشهد السياسي لأكثر من (60)عاماً هو عمر الدولة السودانية الوطنية بعد خروج الاستعمار
* طبعاً، الجميع ليس علي قلب رجل واحد، وأغلب النوايا (شريرة) والأكثرية تدس (الخنجر) بين الثياب، وهناك من يعتبر الحوار فرصة لافتراس الآخرين.
٭ في قاعه الصداقه مساء أمس شهدنا (جرد حساب).. لحوار الداخل والذي شاركت فيه أحزاب. وحركات مسلحة وناشطين بعيداً عن التوصيات والتي ستجري كرافد من روافد حوارية متعددة، ستذهب جميعاً لتصب في (نهر الحوار السوداني الكبير).
٭ بعيدا عن مخرجاته، فجلسه القاعة والتي تخللها بخور حجازي منعش، انعشت الآمال بأن (عين الحسود هذه المرة فيها عود)، فالمشجعات كثيرة والحضور كبير، والتوصيات جادة، ولامست مختلف القضايا، ابتداءً من قضيه الحكم وانتهاء بقفه الملاح.. كلمات الرئيس البشير مباشره وواضحة ومحددة الكلمات والمعنى، فقد قال الحوار يعطي التعددية طابعها الإنساني، ربطنا الحوار بخطوات قمنا بها لإصلاح أجهزه الدولة القائمة على الشوري والديمقراطيه لتستجيب للتطورات السياسية والاقتصادية، إنه الوضوح المطلوب رغم أننا نقول دائماً الشيطان في التفاصيل))
٭ نعود للذي قلناه: هل يصدق (خريف السياسه)؟ وتتحول الأحلام والأمنيات والكلام على الورق إلى واقع يحقق الأهداف الكليه للسودانيين في حل مشكلات بلادهم بصورة نهائية وناجعة؟
٭ السؤال هذه المره نطرحه للطرف الأقوى في المعادلة الماثلة الآن، إنها الحكومة وحلفاءها، فبيدها السلطة والدولة والامكانيات والكلمة والقرار، وبيدها ما يمكن أن تتنازل عنه من سلطة ومن مواقف .. لقد جاء الجميع للحوار سواء في الداخل أو في الخارج، كل بفهمه ومنطلقه وظروفه، جاء الجميع من كل حدب وصوب ..جاءوا استجابة لكلمة ووعد والتزام، فهل ستكون الحكومة هذه المرة على قدر الكلمة، والالتزام بنتائج الحوار؟. نقول ذلك وفي بالنا المثل الإنجليزي (النهر لا يأتي مرتين) والفرصة لا تأتي مرتين.

Exit mobile version