أسبوع حاسم (جداً) ..!!

هذا الأسبوع حاسم بدرجة (جداً).. فيه يكشف الستار عن اتجاه الرياح السياسية.. حدثان مهمان الأول هنا في الخرطوم.. والثاني هناك في أديس أبابا..
مساء اليوم بقاعة الصداقة ينعقد اجتماع جمعية الحوار الوطني.. يحضره رؤساء الأحزاب المشاركة في الحوار.. إضافة للآلية التنسيقية (7+7) والأمانة العامة للحوار والموفقين الخمسة.. وتُعلن توصيات الحوار بشكلها النهائي ثم يتفق الجميع على موعد انعقاد الجمعية العامة للحوار لاعتماد الخلاصات النهائية وجدولة تنفيذها.
وفي أديس أبابا بعد غد الإثنين يلتئم اجتماع غالباً سيشهد التوقيع على خارطة الطريق الأفريقية المقدمة من الرئيس ثابو امبيكي، بواسطة قوى “نداء السودان” وهي حزب الأمة القومي بزعامة السيد الإمام الصادق المهدي، والحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة مالك عقار، وحركة العدل والمساواة برئاسة د. جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي..
حتى هذه اللحظة مسار الحدثين متوازيان لا صلة بينهما.. لكن بمجرد التوقيع على خارطة الطريق في أديس أبابا يصبحان مساراً واحداً بثلاثة أجنحة..
الجناح الأول هو مفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية في قضايا المنطقتين.. والجناح الثاني.. مفاوضات بين الحكومة وحركتي العدل وتحرير السودان على قضايا دارفور.. والجناح الثالث هو القضايا السياسية القومية لكن في سياق يفضي إلى مسار الحوار الوطني الشامل.
الجانب الحكومي كان واضحاً – جداً- في تحديد موقفه بأن خارطة الطريق يجب أن تصب في توسيع (لا تقسيم) قاعدة المشاركة في الحوار الوطني.. وأن الموقعين على خارطة الطريق الأفريقية يدركون جيداً أن البند الثالث فيها لا يحتاج إلى تأويل.. وهو بند صريح يشير إلى الحوار الوطني الذي ابتدرته الحكومة في أكتوبر 2015..
أهم ما يعود بالفائدة على الشعب السوداني وفوراً هو بداية انطلاق العملية السلمية في الأقاليم الثلاثة (دارفور- جنوب كردفان – النيل الأزرق) وإذا صح العزم نتوقع إعلان وقف العدائيات وفتح مسارات الإغاثة الإنسانية مع بدء الترتيبات الأمنية بين الحكومة والحركات المسلحة.. وطبعاً موقف الحكومة أيضاً هنا واضح –جداً- (لا) لاحتفاظ الحركات بقوات على غرار اتفاقية نيفاشا.. لأن تزامن الترتيبات الأمنية مع العملية السياسية تنفي الحاجة لأية ضمانات تتطلب الاحتفاظ مؤقتاً بالفصائل المسلحة.
مواقف قوى “نداء السودان” حتى الآن سوى عملية التوقيع على خارطة الطريق ليست واضحة.. ويبدو أنها أشبه بمعادلة رياضية تحتشد بالمتغيرات (Variables) وبالتأكيد هذا يخصم من التفاؤل بمستقبل خارطة الطريق.. ولهذا أجد نفسي في حاجة لتكرار ما كتبته هنا قبل يومين.. أن قوى “نداء السودان” في حاجة ماسة للدخول إلى قاعة التوقيع على (خارطة الطريق) وهي تحمل في جيبها (خارطة طريق) لما بعد مراسم التوقيع.. فالوضع حتى الآن يبدو متواكلاً على (يحلها ألف حلَّال) بعد التوقيع..
على كل حال هذا الأسبوع حاسم لمستقبل المشهد السياسي رغم غياب لاعبين أساسيين في (قوى الاجماع الوطني).. وحركة عبد الواحد محمد نور..

Exit mobile version