من بعد عودته من (مصر) مستشفياً لأهله،، قابلت البروف مالك حسين زعيم حزب المستقلين القومي،، فهو أول من ابتدع فكرة وتنفيذ المقاطعة للحوار،، وهو أول من صرح مجاهراً عبر الإعلام بمقاطعة الحوار،، فسألته عن مشاركته في الجمعية العمومية اليوم فقال لي نحن مقاطعون ونظل مقاطعين إلى أن نشاهد تحقيق العدل حتى على مستوى مساواة المؤتمر الوطني والمعارضة بعامة الشعب فنحن مع الشعب ولن نحيد،، واكتب على لساني ما يلي:-
إن مخرجات الحوار جاهزة ومعدة بلغة رصينة منذ زمن ليس بقريب وتمد للمؤتمر الوطني إلى ما هو عليه مداً،، ويلوح لي خلاف يدب ُ بينهم في الأفق. و قريباً فلا تعجل وعلى الشعب أن يرتقب ونحن معكم مرتقبون .
فالمعارضة في قاعة الصداقة لها مخرجات حوار،، بينما من هم في أديس أبابا لا يعترفون بما يجرِي بقاعة الصداقة من حوار ولا يناسبهم،، بل إن خلافهم الأساسي هو ( لمن توكل مهمة إدارة الحوار) وهذا أمر محسوم للحكومة ولن يفرط فيه المؤتمر الوطني .
والمؤتمر الوطني أكدها أكثر من مرة بقول قيادات منه عبر الإعلام :- إن حوارهم مع المعارضة بالخارج يهدف من أجل إلحاقِهم بحوار قاعة الصداقة،، فانتظر وارتقب الخلاف! ! . والمستقلين القومي برغم ابتعاده عن الحوار مما أفرح البعض وانتشى وحمد الله على خروجنا،، ولكن يظل المستقلين القومي هو من يملك كافة الحلول لما يدور من تعقيدات في الراهن السياسي بالساحة .
فقلت له :- هل استيأس القوم من تحويل قولهم الذي أزعج النائمين صراخه برنين أجوف عبر مكبرات الصوت على الطرقات بالندوات والإعلام والوسائط الإليكترونية وموقف جاكسون وكركر إلى أفعال ،، وهل أدرك البعض أن قطار (نعيماً زائل ) على وشك الرحيل عابراً ومتجاوزاً بعض بيوت العنكبوت بلا هوادة وبغير رجعه؟، وهل آثر البعض سراً اللحاق به ،، والبعص جهراً؟،، وبأسلوب وثبة الفهود على الفريسة،،قفز البعض إلى عربة الدرجة الرابعة بالقطار فاستراح وأراح الضعفاء بكشف ستر ذهنه ومراميه ؟.
أم هي الاستجابة لصوت العقل ناداهم، وهم لصوت العقل دوماً ملبون؟. فالكل ينادي بأنه يعمل من أجل الشعب منذ الاستقلال وأنا أصدقهم برغم أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً يغاث به الجائع والفقير.
فابتسم وهز رأسه في تعجب وتشهد ولم يعلق، ولكن،، وكأني أسمع صوت (مالك حسين) ينادي لمن ركب على عجل القطار دونما يدرك إلى أين يسير القطار بما تنادى به ( دريد بن الصمة) :-
نصحت لعارضٍ وأصحاب عارض،، ورهط بني السودان والقوم شهدي
أمـــرتهم أمـــري بمنعرج اللوى ،، فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد