4 أئمة مصريين واجهوا الموت 5 مرات: الأول خطفوه من منزله وتمّت تصفيته وآخر تعرّض لمحاولتين فاشلتين

لم تكن محاولة اغتيال الشيخ علي جمعة، الأولى فيما يخص تعرّض الأئمة، سواء لمحاولة اغتيال أو نيلهم الشهادة بعد تعرضهم للاغتيال على أيدي جماعات متطرفة اتخذت من السلاح والقتل وسيلة للحوار، فقد سبقه عدد من الشيوخ إلى هذا الطريق، بعضهم استُشهد بالفعل، والبعض الآخر أنقذتهم العناية الإلهية في اللحظات الأخيرة، وكُتب لهم عمر جديد.

وفي هذا التقرير، يستعرض «المصري لايت» 4 أئمة تعرّضوا لمحاولات اغتيال أو للاغتيال، بحسب ما نُشر في الأهرام، والعربية.نت، والجزيرة وثائقي:

5. الشيخ الذهبي

في عدد الأهرام رقم 46905، الصادر بتاريخ 9 مايو عام 2015، كتبت سناء البيسي مقالًا عنوانه «الشيخ الذهبي.. أول شهيد للإرهاب»، تحكي فيه القصة الكاملة لاغتيال الشيخ محمد حسين الذهبي، تقول فيه: «عندما أذّن فجر الأحد 3 يوليو 1977 لم يذهب جميع الإخوان مدّعو الإسلام لصلاة الجماعة، وإنما ذهبت جماعة تكفيرية منهم لتدقّ جرس الباب على العالِم الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف وشؤون الأزهر الأسبق، في منزله القاطن في الشارع الترابي المنعزل بحدائق حلوان».

تضيف «البيسي»: «كان شيخنا الجليل قد ذهب إلى الفراش بعد جلسة ودية اعتادها مع الجيران والأهل والأصدقاء فوق الكنبتين البلديتين حول صينية الشاي بالنعناع، وأمام إلحاح الجرس والطرق الشديد فتح الابن الدكتور مصطفى الباب ليُفاجأ بخمسة رجال على سيماهم الغلظة، أحدهم بملابس رسمية برتبة رائد، يسألون عن الشيخ، فدعاهم لدخول الصالون، وتركهم ليوقظ الوالد، فإذا بأحدهم يتبعه ليوشك على الدخول معه، فذكّره بأن للبيوت حرمات.. ويهبّ الشيخ مستنفرًا في فراشه: خير!.. فينبئه الابن بأن هناك من ينتظره وربما يكون من مباحث أمن الدولة».

«يتجه الشيخ لزوّار الفجر، فتمسك ابنته الكبرى أسماء بجلبابه تثنيه عبثًا عن الدخول، فقد شاهدت الأسلحة تشرئب في الأيدى هناك.. ويضغط الشيخ على «أكرة» الباب ليلقي السلام، فلا يتلقى من الوجوه المكفهرّة رد السلام اللهم إلا قولهم: عاوزينك برّه في كلمتين.. فيعجّل بقوله: أنا سبت الوزارة عاوزني ليه دلوقت سيبونى للصبح.. وتتدخل أسماء تطالب بتحقيق الشخصية لكل منهم بعدما تسرّب الشك إلى قلبها: إنتم مش شكل مباحث.. اتصل يا مصطفى بمجلس الوزراء وشفهم مباحث ولا لأ، ونادي على جارنا الضابط يشوف لنا حكايتهم.. ويشعر الإرهابيون بموقفهم الحرج فيهجمون على الشيخ يدفعونه أمامهم، ويهدد أحدهم أسماء بالرشاش لتسكت عن صراخها وتترك تشبثها بجلباب أبيها عندما يدخلونه عنوة حافيًا منكفئًا في غياهب سيارة فيات 128 بمحرك دائر تنطلق بركابها»، بحسب مقال سناء البيسي.

تستكمل «البيسي»: «قبل أن تأتي ساعة الظهيرة في يوم الخطف، تُعلن الجماعة المعروفة باسم «التكفير والهجرة» مسؤوليتها عن الحادث وتحدّد مطالبها للإفراج عن الشيخ المختطف فيما يلي: الإفراج الفوري عن أعضاء الجماعة المقبوض عليهم وكذلك المحكوم عليهم في قضايا سابقة، ودفع مائتي ألف جنيه كفدية، واعتذار الصحافة المصرية عما نشرته من إساءات في حق الجماعة، وكذلك نشر كتاب شكري مصطفى «الخلافة» على حلقات بالصفحة الأولى في الصحف اليومية، وتسليم الطفلة سمية ابنة رجب عمر، أحد أعضاء الجماعة المنشقين عليها، لأمها التي تمسكت بعضويتها في الجماعة ورفضت الذهاب مع زوجها، فاعتبرت الجماعة الزوج المنشق غير أهل للأبوة ويجب حرمانه من طفلته».

انقضت مهلة الجماعة، ولم تبدأ ماكينات الطباعة في الصحف في جمع حروف الجزء الأول من كتاب «الخلافة» لأمير الجماعة، وعن طريق المصادفة البحتة مع تكثيف بحث النيابة تجمعت الشكوك حول إحدى الشقق فى مدينة الأندلس بالهرم لتعثر الشرطة على شخصين من أعضاء الجماعة ومدفع رشاش وألف طلقة، وفجأة يدخل شخص ثالث ما إن يرى رجال الأمن حتى يحاول ابتلاع ورقة في حوزته، ثبت أنها رسالة بالشفرة من أمير الجماعة تتضمن الأمر بنقل جثمان الدكتور الذهبي من الفيلا بشارع محمد حسن على عربة كارو بعد إجراء عمليات الإخفاء والتمويه، وزيادة كمية النشادر منعًا لتسرب أي رائحة، وبعدها يُنقل داخل إحدى السيارات إلى منطقة أبوقتاتة ليُلقى في أحد المصارف، ويتم العثور على الجثمان الطاهر حافيًا معصوب العينين بشال أبيض راقدًا بجلبابه الأبيض الغارق في الدماء فوق الفراش، وبجانبه نظارته الطبية وطلقة رصاص فارغة وأخرى مستقرة في عينه اليسرى تاركة دائرة محترقة في نسيج العصابة البيضاء.

4. محمد مختار جمعة

تعرّض منزل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ببني سويف، في مارس عام 2015، لهجوم من مجهولين بزجاجات مولوتوف، في محاولة لإحراق المنزل تسببت في خسائر مادية طفيفة، وأوضح حينها الوزير، في تصريحات له، أن العناية الإلهية أنقذت من كانوا في المنزل.

3. علي جمعة (المحاولة الأولى)

كانت المحاولة الأولي لاغتيال الشيخ علي جمعة، عندما جرى تفجير الشاليه الخاص به في الفيوم، حيث شهدت القرى الواقعة على بحيرة قارون بالفيوم، يوم 25 مارس عام 2015، حالة من الذعر إثر انفجار قوي، تبين أنه في الشاليه الخاص بالدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، والواقع على بحيرة قارون بمركز يوسف الصديق.

وتبيّن أن الإرهابيين تسللوا وزرعوا بداخله العبوات الناسفة التي انفجرت بقوة، محدثة صوتًا هزّ عشرات القرى والعِزب القريبة وتصاعدت النيران والأدخنة بكثافة وانتقلت قوات الحماية المدنية وسيطرت على الموقف ومشطت المنطقة، ولم تعثر على أي عبوات متفجرة أخرى.

2. إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق بالفيوم

تعرّض إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق بمدينة الفيوم، يوم 4 يونيو 2016، لحادث إطلاق النيران عليه من مجهول، مما تسبب في إصابته بطلق ناري في عينه، نقل على إثره إلى مستشفى الفيوم العام، وتم عمل الإسعافات اللازمة له.

وكان اللواء ناصر العبد، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارًا من مستشفى الفيوم العام بوصول الدكتور عبدالواحد خميس عبدالواحد، 67 سنة، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر «بالمعاش»، وإمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق بالفيوم، مصابًا بطلق نارى فى عينه، وتبين أنه تعرض لإطلاق نار من مجهول كان يسير بالشارع ثم هرب على دراجة نارية كانت تنتظره على بعد أمتار من مكان الحادث، الذي وقع بشارع فرعي يربط بين شارعي الدالي والملعب الشرقي بحي الجون.

وتم نقله لمستشفى الفيوم العام، وتبين أن الطلق الناري أصابه في عينه.

1. علي جمعة (المحاولة الثانية)

أطلق مسلحان النار على الشيخ علي جمعة، يوم 5 أغسطس عام 2016، أثناء دخوله أحد المساجد بالسادس من أكتوبر لإلقاء خطبة الجمعة، ما أدى لإصابة الحرس الخاص به، فيما لم تُلحَق بـ«جمعة» أي إصابات.

وقد ألقى «جمعة» خطبة الجمعة، وأدى الصلاة في المسجد ذاته، وغادر بعدها، ونقلت الصحف أن الشيخ علي جمعة تعرّض لمحاولة الاغتيال أثناء دخوله مسجد «فاضل» في منطقة غرب سوميد بمدينة 6 أكتوبر، من قِبَل ملثمين أطلقا النار عليه، ولكن أفراد الحراسة تمكنوا من إدخال الشيخ إلى المسجد دون أن يصيبه مكروه.

المصري اليوم

Exit mobile version