مضى أكثر من شهر على بدء العام الدراسي بالسودان، ولكن الطفل السوري محمود مازال يتجول مع والديه للبحث عن مدرسة للانضمام إليها.
أبو محمود الذي هرب بأطفاله الثلاثة من جحيم الموت في سوريا لاجئا إلى السودان منذ سنة ولكن مازالت تنتظره مهمة إنقاذ أطفاله من براثن الأمية.
لكن محمود واحد من 15 ألف طفل وطفلة في سن التعليم وصل ذووهم إلى السودان بتواتر مستمر منذ بداية الأزمة السورية، ويناضلون من أجل بداية جديدة مجهولة المصير.
وفي بداية العام الحالي، بدأ يلوح بريق من الأمل بعد افتتاح أول مدرسة حكومية مشتركة بالخرطوم تستوعب طالبات سوريات وتوظف مدرسات ومشرفات سوريات لتجاوز عقبات اللهجة والمناهج والتعامل مع أطفال لديهم ظروف نفسية صعبة خاصة.
أكثر من 250 طالبة استوعبتهم مدرسة سمية بنت الخياط بوسط الخرطوم كمرحلة أولى في مبادرة مشتركة بين وزارة التربية والتعليم السودانية واللجنة العليا لإغاثة الشعب السوري ولجنة دعم العائلات السورية التي تضم عددا من رجال الأعمال السوريين المقيمين بالسودان.
يقول راتب مصطفى قشوع، عضو اللجنة الشعبية السودانية لإغاثة الشعب السوري وعضو اللجنة المشتركة للتعليم، إن العدد التقريبي للسوريين الذين لجأوا إلى السودان بلغ 133 ألف سوري، ويقدر عدد الأطفال في سن التعليم بـ15 ألف طفل وطفلة، لكن هنالك صعوبات في إلحاقهم بالتعليم نظرا لاختلاف المناهج واختلاف جزئي للهجة ولانقطاع الأطفال السوريين من التعليم لفتره تتراوح بين سنة وثلاث سنوات بسبب النزوح.
ويضيف قشوع أن لجنة التعليم بدأت في الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم بفتح مدارس حكومية مشتركة تستوعب أبناء اللاجئين من الشرائح الضعيفة التي تقدر بـ20% من جملة السوريين المقيمين بالسودان لخلق مرحلة من الاندماج للسوريين في المجتمع السوداني تبدأ بالطفل منذ نعومة أظافرة.
لكن قشوع يكشف عن تسرب ثلاثة ألف طالب وطالبة من المدارس لأسباب متعددة تتعلق بعدم الاستقرار الأسري والفقر والإهمال وغياب الأب أو الأم لظروف الوفاة أو لظروف التشتت الأسري.
“العربية.نت” زارت مدرسة سمية بنت الخياط للطالبات والتقت بالمشرفة السورية نسيبة صلاح الدين الأيوبي، مسؤولة ملف التعليم السوري بوزارة التربية والتعليم السودانية، تقول سمية إن المدرسة التي افتتحت مؤخرا كانت حلما لأكثر من عامين لأن السوريين كانوا بحاجة إلى مدرسة تجمع الطلبة السوريين لكثرة الفاقد التربوي بين الأطفال في سن التعليم، وتشير الأيوبي إلى أن #الطلاب السوريين الذين وفدوا إلى #السودان يعانون من مشاكل نفسية ويحسون بغربة البيئية ويتركون المدرسة عند التحاقهم بها منذ السنة الأولى.
وتضيف سمية أن هدف المدرسة من توظيف مدرسات سوريات من اللاجئين في السودان لتفهمهن لظروف الطالبات #السوريات النفسية من جراء #الحرب وأهوالها.
العربية نت