سبعة صنايع والحظ ضايع
بينما تتجه معظم الكتابات نحو مكامن (طواحين الهواء) و(المماحكات السياسية)، وجنيهنا يواصل تراجعه، واقتصاديا لا بواكي له.. في هذه العتمة أستبشر خيرا، أخي أبشر، بأن هناك من يعرف معالم الطريق ويظل يطرق عليها.. كما حال (الملاذات) هذه الأيام.. وهي تنجلي في مواسم الخريف وتتحلي بالطرح المثمر الحصيف.. أخي أبشر أود أن أشاركك طريقك الأخضر بهذه المعلومات المذهلة..
* يعد السودان بلدا عظيما ومتنوع الموارد المتعددة:
(1) مياه عذبة تتدفق من أقصاه إلى أدناه، خيران وأفرع تمثل شبكة مياه تغطي معظم أراضيه، كمية من الأمطار تصل إلى أكثر من 200 مل في المتوسط، مياه جوفية تعادل 16 ضعف مياه نهر النيل.. (2) أراضي زراعية تصل إلى أكثر من 80 مليون فدان.. مستويه وجاهزة للاستزراع… وأراض أخرى تصل إلى 40 مليون فدان تحتاج إلى القليل من الإصلاح والتفطير والتحضير..
(3) ثروة حيوانية تفوق 140 مليون رأس متمثلة في كل أنواع الأنعام من إبل وضأن وأبقار وماعز…الخ.. (4) ثروة سمكية غير محصورة في أي فرع من فروع النيل والبحيرات فيما وراء الخزانات والسدود.. عجل بياض كبروس دبس بلطي قراقير خشم بنات….الخ.. (5) قطاع المعادن يبدأ بالذهب أينما تولي وجهك في الشرق والشمالية ونهر النيل والبطانة والقضارف وكردفان ودارفور والنيل الأزرق.. خام حديد بمساحة كردفان وجبال البحر الأحمر.. كروم نحاس يورانيوم وخامات الجبص الأسمنت والسيراميك والرخام.. الخ.
(6) تنوع الطبيعة… مناخات من أغنى السافانا إلى الصحراء تسمح بغطاء نباتي لأهم شجرة في العالم شجرة الهشاب.. حزام يغطي كل المنطقة من القضارف وسنار حتى دارفور وشجرة التبلدي والهجليج التي تباع زيوتها بالجرامات.. مناخ للقمح في الشمالية لما يكفي السودان والجيران والتصدر.. مناخ يصلح للفول المصري والعدس والحمص والترمس وجميع الحبوب الزيتية من فول وعباد وسمسم.. مناخ للقطن والكتان والذرة رفيعة وشامية.. الخ. (7) فضلا عن تعداد سكاني يذهب إلى أكثر من 30 مليون نسمة.. التعليم في السودان يرجع تأريخه إلى عهد الاستعمار في شتى المجالات، زراعة، تعليم، طب، اقتصاد، علوم، وجيولوجيا.. توفر الكوادر وعراقة التجارب..(8) يأ أخي أبشر حتى الهوام من عقارب وثعابين وحشرات وجراد يمكن الاستفادة منها وأقصدتها وتسييلها لتدر عملات صعبة.. (9).. فكأنما هذه الآية الكريمة في آخر صورة التكاثر “ثم تسألن يومئذ عن النعيم” كأنها قد نزلت تخاطب السودانيين… ماذا نحن قائلون لربنا يوم القيامة عندما يسألنا عن استخلافنا في الأرض وعمارتها و.. و…
* من المحرر.. وردتني هذه الرسالة من الصيرفي الأخ صلاح الحسن حاج عبدالله ببنك البركة السوداني.. وهو ينتمي إلى أجيال خريجي اقتصاد جامعة الجزيرة.. ولا يحدثك مثل خبير… (منو المتل الحسن)!!
* لم أفعل في هذا المقال سوى أن جعلته تحت عنوان (سبعة صنايع والحظ ضايع)!! لم تظلمنا السماء ولا الأرض.. ولكن السودانيين أنفسهم يظلمون… على أن الأزمة الأكبر يا صديقي صلاح الدين الحسن.. تكمن في أن التحول لم يحدث بعد… التحول من الحقول السياسية إلى الحواشات الزراعية!! هذا التحول يحتاج إلى مهاتير سوداني أسمر اللون أخضر الأشواق.. ولن يحدث هذا حتى يرحل آخر كادر من جيل حنتوب.. وخريجو كليات القانون !! وللحديث بقية بحول الله وقوته.