نفى النائب الأول للرئيس الأسبق رئيس جهاز أمن الدولة الفريق دكتور “عمر محمد الطيب” علمه بأي لقاء سري جرى بين الرئيس “جعفر نميري” ووزير الدفاع الإسرائيلي – رئيس الوزراء لاحقاً – “إرئيل شارون” في يوغندا ثمانينيات القرن المنصرم. وقال لـ(المجهر) في حديث خاص ضمن سلسلة ذكرياته: لا علم لي بهذه المقابلة، لكنني أعرف أن الرئيس “نميري” لم يكن يزور “يوغندا” (وكان عندو رأي إنو اليوغنديين وراء التمرد في جنوب السودان). وعن قضية ترحيل اليهود (الفلاشا) من السودان إلى إسرائيل قال رئيس جهاز أمن الدولة، إن الرئيس كان يرى أن من حق اللاجئين طبقاً للقانون الدولي أن يهاجروا إلى أي بلد يريدون، وعندما طلب الأمريكان من “نميري” المساعدة في نقل (الفلاشا) من السودان، وافق على طلبهم لكنه اشترط ألا يتم ترحيلهم إلى إسرائيل، وأن يذهبوا إلى أي بلد آخر، وهذا ما حدث بالفعل . في سياق آخر رفض الفريق “عمر محمد الطيب” تسمية ثورة شعبان – أبريل 1985م بـ(الانتفاضة) وقال: (ما كانت انتفاضة .. دا كان انقلاب، الأحزاب اخترقت الجيش، والقيادة كانت تعبانة). ومضى قائلاً: (البعض من ناس مايو يحملني المسؤولية في سقوط النظام، وكانوا يريدونني أن أخمد المظاهرات بالقوة المفرطة). وأضاف: (لكن أنا ما بكتل الناس عشان النظام يقعد). وعزا سبب تطور المظاهرات في ذلك الوقت إلى عدم تعامل الشرطة معها بالصورة المطلوبة، مشيراً إلى رفض “نميري” التوقيع على ترقيات الشرطة ما أدى إلى غبينة داخل هذه القوات. وقال الفريق “عمر” إنه قال للرئيس “نميري”: (ما ممكن الملازم أول في الشرطة يكون راتبو زي راتب الشاويش في الجيش).وذكر “عمر” أن “نميري” قال له عند لقائهما في القاهرة بعد سقوط حكم (مايو) بسنوات: (والله يا “عمر” في حاجات قلتها لي زمان، لما أذكرها لو نايم بصحى، ومن بينها موضوع ترقيات الشرطة). وعن علاقته بالرئيس “البشير” قال الفريق “عمر”: (علاقة طيبة .. كان ضابطاً برتبة رائد وكنت برتبة عميد) . وسألته (المجهر): هل طلبت قيادة الدولة الحالية رأيك أو مشورتك في شأن مخابراتي أو علاقات خارجية، علماً بأنك كنت مستشار رئيس المخابرات السعودية الأمير “تركي الفيصل” لمدة عشر سنوات؟)، رد قائلاً: (لا .. ما حصل .. لأنو الإخوان المسلمين ضدي من زمن مايو .. وهم سبب تقويض مايو).وعن علاقة أمريكا السيئة بالسودان قال الفريق “عمر”: (العلاقة بتصلح لما تكون الدولة straight) وأضاف: (نحنا مالنا ومالهم نعذبهم – أمريكا روسيا قد دنا عذابها – خليهم لي الله هو البعذبهم .. مافي زول عاقل بعادي أمريكا).
المجهر السياسي