{بلا شك .. هو عمل سياسي كبير ذلك الذي يقوم به هذه الأيام والي جنوب كردفان اللواء دكتور “عيسى آدم” من خلال مهرجان السلام والسياحة والتجارة، وقد شرفه حضوراً بالأمس النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول “بكري حسن صالح” من مقصورة استاد “كادقلي”.
{تابعت افتتاح المهرجان صباح أمس عبر شاشات التلفزة، وقد كان لافتاً ومبهراً قياساً لإمكانيات الولاية الشحيحة، ومعاناة مواطنها، وتطاول زمن الحرب فيها .
{جميل أن تحتفل وترقص “كادقلي” الحزينة التي ظلت لسنوات جريحة برصاص ودانات أبنائها العاقين في الحركة الشعبية – قطاع الشمال، تنزف الدماء وتسكب الدموع لأجل قضية سراب ومصير مجهول، انتقاماً لذوات أفراد لا شأن لهم بأهل جبال النوبة المساكين، وتحقيقاً لأطماع وأجندات ظلامية مشبوهة .
{غنت “كادقلي” بالأمس طويلاً بعد طول انتحاب، ورسم أطفالها لوحات خضراء على نجيل الاستاد الوسيم، وتواصلت مهرجاناتها ومعارضها ليلاً، وانطلقت الزغاريد من حناجر النساء، وانتصر الفرح رغم محاولات التمرد الأرعن التشويش على مهرجان السلام بفرفرات مذبوح .
{كانت كلمة النائب الأول مباشرة ومعبرة، ومع أن الفريق “بكري” لا يحب المنابر، لكنه على غير العادة خرج عن المألوف عنه أمس، عندما تفاعل بالعرضة على مسرح الخطابة، محيياً الجماهير على كلمات جدتي “زينب بت بابكر ود ضحوي” وهي تجمع الجزيرة بجبال النوبة وهاهو السودان يتوحد قبائل وجهات وما يزال بعد وفاتها بعقود طويلة: (أنا ليهم بقول كلام .. دخلوها وصقيرها حام .. سم أب درق البصقع .. جدري القيح البفقع…) .. أنشودة الحماسة وليس الشر الأساسية في كل حفل وعرس ومهرجان، في كل ناحية من نواحي السودان.
{وتحدث الفريق “بكري” مثل عرضته، كما لم يتحدث من قبل، دعا للسلام بلسان السياسة، وقال: الناس تعبت من البندقية والحرب وتريد السلام والاستقرار والتنمية، وأشار إلى كهرباء كادقلي التي فاضت عن الطلب، وداعب أهله في الجبال على طريقته: (حقو تدوا ناس الخرطوم شوية كهرباء) !!
{الجديد اليوم أن تحتفل “كادقلي”، لا أن تحتفل “مدني” و”مروي” و”بور تسودان” ..
{أدام الله عليكم وعلينا نعمة الفرح.