ريش الطيور
يحكى أن (ريش الطيور) هو عنوان لفيلم سينمائي قصير من إخراج المخرج السوداني أمجد أبو العلاء، وأبو العلاء أحد المخرجين السينمائيين الشباب (الجدد)، الذين بدأوا يشقون سبلا ودروبا مختلفة في الفضاء السينمائي، ويحاولون التأسيس – من جديد – لسينما تنتج أفلاما سودانية تهب المتعة ويتم إخراجها وإنتاجها بأحدث وأبسط الوسائل التي توصل إليها العالم من حولنا، على أن تقدم في قالب فني وجمالي لا ينفصل عن الموضوعي؛ وهي الحركة الحديثة التي درج هؤلاء السينمائيون الجدد على تسميتها بـ (السينما المستقلة).. عن صفحة أمجد في فيسبوك نقرأ أنه يؤلف ويخرج الأعمال المسرحية والسينمائية، وأنه تدرب على أيدى كبار المخرجين في العالم مثل الإيراني (عباس كيروستامي)، كما نكتشف أنه أخرج أكثر من خمسة أفلام وهي “(تينا)، ( قهوة وبرتقال)، (ريش الطيور)، (تاكسي التحرير) وأخرها فيلم (ستديو)”.
قال الراوي: في فيلم ريش الطيور، المعروض الآن مجانا على موقع يوتيوب بالإنترنت، حاول أبو العلاء، تقديم رؤيته الإخراجية أو الفيلمية بصورة عامة؛ لكونه مؤلف العمل وكاتب السيناريو أيضا، حيث عرض هذه الرؤية من خلال المزج بين حدودتين سودانيتين تقليديتين؛ الأولى مأخوذة من التراث عن قصة فاطمة السمحة والغول، والثانية من الواقع اليومي في صورته التي تكاد تكون متناسخة لدى كل الأسر السودانية، لاسيما في السنوات الأخيرة، أعني حدوتة الفقر، والاغتراب، والاحتياج، وأخيرا الحب والأنثى في مواجهة كل ذلك؛ صمودا وإغراء ووفاء.
قال الراوي: الفيلم رغم بساطة الفكرة موضوعاً، وتقليدية الصراع الدرامي من حيث الشكل الظاهري، إلا أن المخرج تمكن وبدرجة عالية من الحرفية من إظهار قدراته الإخراجية و(شوفه) السينمائي لطبيعة الأفلام التي يسعى لتقديمها، وهذا ما تظهره الرؤية البصرية (حركة الكاميرا)؛ التي تكاد تكون هي الجانب الأكثر عمقا من الفيلم؛ الذي يأتي في خط مواز مع الحدوتة (التقليدية) وهي تعرض صراع (بطلة) الفيلم مع (واقعها) السوداني المتردي.. فلقطات الفيلم صورت بعناية كبيرة من حيث اختيار زوايا التصوير، وانكسار الإضاءة، وقراءة الوجوه (الانفعالات)؛ وحرق المراحل – إن جاز التعبير – فقصر مدة الفيلم ربما استلزم من المخرج تعويض ذلك (زمن الوقائع) عبر انفعالات الكاميرا وبعض الأداء الموسيقي الشفيف.
ختم الراوي؛ قال: شارك في الفيلم نخبة من النجوم الكبار والممثلين الشباب؛ نذكر منهم فايزة عمسيب وهالة أغا ونرمين عمر والطفل محمود أبو العلاء و معاذ شرفي.
استدرك الراوي؛ قال: هذه بالطبع لمحة سريعة – انطباعية عن فيلم جميل، يبشر بسينما واعدة لهذا الجيل.