معاوية محمد علي : آمنة حيدر فراشة حائرة

أطلق البعض لقب الفراشة على المطربة الواعدة آمنة حيدر، وهو لقب من وجهة نظري لا تستحقه، وفيه ظلم بيَّن للمخلوقة الرقيقة الجميلة التي نسميها الفراشة، فالفراشة المفترى عليها تتنقل بين الورود والأزهار في خفة ورشاقة، ومنظر بديع يكحل عيوننا بالجمال، ويروي إحساسنا بالروعة والبهاء، بينما الواعدة آمنة حيدر تعاني من بطء واضح في تنقلها بين الأغنيات، وتتعامل مع بعضها بإحساس الغناء الكورالي، الشيء الذي أفسد الكثير مما تغني، ولكن إن كان من أطلقوا عليها هذا اللقب لأنها تبدي أحياناً بعض الرشاقة وهي تغني بالأكتاف، وأحياناً بالعيون، فهم في ذلك محقون، مع أنها خفة غير محببة لدى الكثيرين الذين يروا أنها في غير محلها.
آمنة حيدر شهدت لها ليلة أمس الأول حفلاً خاصاً بالخرطوم، وحقيقة أسفت جداً وهي تقدم أغنيات الآخرين، بدءاً من الحقيبة ومروراً بعزمي أحمد خليل، والهادي الجبل، وغير ذلك، وبالطبع في ذلك تجنٍ وتعدٍ واضح على حقوق بعض المبدعين، وهو ما يسميه أهل قانون الملكية الفكرية قرصنة، وهو عندنا غير أنه قرصنة واسترزاق هو جهل فاضح لمجرد الإعتماد على (الجاهز) والمسموع وتقديمه في الحفلات، لأن المطرب الحقيقي وصاحب الطموحات هو من لا ينظر للفن على أنه مصدر رزق وحسب، وإنما رسالة وساحة عرض كبيرة يعرض من خلالها أعماله الخاصة، ويفرض فيها شخصيته الفنية، وهو ما لم ألمسه عند تلك المطربة المبتدئة، والتي كنت أتمنى أن تكون صاحبة ذكاء فني، حتى تستثمر الفرصة الغالية التي جاءتها على طبق من ذهب من برنامج (أغاني وأغاني)، الذي قدم لها الشهرة والرواج، لكنها مضت في طريق من سبقوها ومن عاشوا على وهم أنهم أصبحوا نجوماً كبارا، وأن ما يقدمونه للناس هو مقبول في كل الأحوال، وهذا ما جعلنا ننسى الكثير من الأسماء التي ظهرت وملأت الدنيا غناء، ثم راحت لحال سبيلها لأنها لم تؤسس لتجربة فنية خاصة أو تفكر في وضع بصمتها على الخارطة الغنائية، كلهم وضعوا بصماتهم على بصمات غيرهم واتكأت تجاربهم على (حيطة مائلة) إلى أن سقطت بهم في جب من النسيان.
على الواعدة آمنة حيدر إن أرادت أن تكون مطربة ذات شخصية فنية مستقلة وتجربة غنائية تثري الساحة الفنية، أن تتعلم من تلك التجارب، وتتحرر اليوم قبل الغد من براثن الأغنيات الجاهزة، لأن غير ذلك ستظل عندنا مجرد ببغاء يردد ما قدمه الآخرون.
خلاصة الشوف:
آمنة حيدر.. فراشة حائرة في بستان الغناء.

Exit mobile version