٭ تعلمون قصر المدة التي أمضاها الراحل الجنوبي جون قرنق في منصب النائب الأول ، وهي ثلاثة أسابيع فقط ، و جاء تعليق أحدهم ساخراً ، رغم الحزن وقتها، بأن قال لا حول ولا قوة إلا بالله يعني راتب واحد (ماشال).
٭ لكن النائب الأول الجديد لرئيس دولة الجنوب، الجنرال تعبان دينق ، أراد أن (يشيل) مغانم كثيرة في فترة وجيزة ، بدأها بأكبر المواقع السيادية، بعد منصب الرئيس في بلاده وينوي الآن تثبيت ذلك الكسب بزيارة السودان.
٭ سفير دولة الجنوب بالخرطوم الشاب الراقي ميان دوت، أعلن أن تعبان يعتزم زياة الخرطوم في الأسبوع المقبل وينتظر انتهاء الترتيبات مع الحكومة السودانية للإعلان عن موعد الزيارة.
٭ في تقديري أن الزيارة غير موفقة من حيث التوقيت، وعلى الخرطوم أن تتريث قليلاً قبل أن تفتح أبوابها لاستقبال الرجل، وتترك (الشفقة) والاستعجال الذي يكلفها الكثير، وذلك لسبب بسيط وهو أن سلف تعبان ، رياك مشار ، لا يزال لاعباً أساسياً في المعادلة الجنوبية ومن العصي تجاوزه.
٭ الدليل على ذلك أن اجتماع شركاء المفوضية المشتركة للمراقبة والتقويم المعنية بتنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان (الجبيك) ، أوصى بإيقاف مطاردة وملاحقة مشار وقواته، والعمل على ضبط الأمن بالجنوب رغم أن مشار هدد باجتياح الجنوب.
٭ فضلاً عن ذلك أن كل دول العالم وعلى رأسها االولايات المتحدة والصين لا تزال على قناعة بأن السودان هو المنقذ للجنوب، وعلى الحكومة أن لا تفرط في صك الثقة الوحيد الذي منحه لها المجتمع الدولى.
٭ في اجتماعات (الجيبك) ، جدد المبعوث الصيني لدولتي السودان والجنوب جون واغ، ثقته في الرئيس وقال إن البشير محترم سياسياً وذو نظرة ثاقبة ساعدتنا كثيراً في فهم الأوضاع وقطع بأن السودان لعب دوراً وسيلعب دوراً كبيراً ومهماً في عملية السلام بالجنوب.
٭ رغم تعيين تعبان دينق لا يزال المجتمع الدولى يضع الأوضاع بالجنوب في خانة الحرجة، مما يعني أن قواعد اللعبة لم تتغير بعد ، لن يستفيد السودان شيئاً من استقبالة لتعبان ، بل على العكس سنخسر كثيراً.
٭ علي الحكومة الانتظار حتى يحظى تعبان بقبول دولي، وهو في حد ذاته سياسي بارع ، ومتفهم جيداً لعلاقات الخرطوم ، وربما يكون المسؤول الجنوبي الأول قبل الانفصال كان ينظر للمستقبل حيث طرق أبواب إمارة دبي بغرض الاستثمار.
٭ تعيين تعبان جاء في لحظة عصيبة في الجارة الجنوبية، وبالتالي ينبغي أن لا تتحمل الخرطوم فاتورة تعيينة وتمنحه السند الدولي قبل أن تتضح الأمور بشكل جلي.
٭ إن السفير ميان دوت يتمتع بذكاء كبير بإعلانة المبكر اعتزام النائب الأول ببلاده زيارة الخرطوم، وعلى الحكومة أن تفوقه ذكاءً – وكلنا ثقة في وزير الخارجية غندور – وترجئ الزيارة.
٭ الحكومة (شفقانة) ، في كل شيء، ودونكم حشر أنفها في شأن رياضي مؤخراً.