عبد العظيم صالح : كادوقلي لوحة من أمل

* زرت أمس كادوقلي.. في كل مرة تهديني عروس الجبال شيئاً جميلاً وثميناً.. زياراتي ليست كثيرة ولكنها خاطفة.. في مرات وجدتها مجروحة ومرة باكية وشاكية ومرات ضاجة وضاحكة مستبشرة.. هذه المرة وجدتها في (نص الداره ترقص).. والزغاريد تملأ السماء.. في المقصورة الرئيسية لاستاد كادقلي جلست وفي ذهني كيف اتقمص حال أقطاب وأباطرة الكرة عندما ينظرون من أعلى للملعب والجمهور والكرة.. حالة من الزهو تسيطر الآن.. والكرنفال الشعبي يمر أمام الحضور.
*جاءتني الدعوة لحضور مهرجان التجارة والاستثماروالسياحة والاستثمار والتراث.. قلت للصديق صلاح عمر الشيخ: العنوان طويل كيف تستطيعون تغطية كل ذلك؟!
* الآن بدا لي ذلك ممكناً في ولاية تمتلك مخزوناً هائلاً من الثقافات والطاقات والتطلع بكل الأمل لهزيمه الحرب اللعينة والمفروضة.. نعم مفروضة..!!
* أكثر من (17) محلية جاءت متدافعة ومتناغمة.. المواكب تمر أمام المنصة
وموسيقى الجيش تلهب الحماس بالجلالات الضاربة في جذور وتاريخ هذا البلد الذي يجب أن يبقى موحداً ومتحداً ومنصهراً.
* الرقصات الشعبية والأزياء والأرجل التي تضرب الأرض بقوه و (بالبكشكوش) ترسل رسالة التشبث بالأرض والعرض والتطلع للحياة الكريمة.. هذا ما فهمته وأحد المشاركين يسألني ب(نبل) عما إذا كنت أعرف اسم الرقصة.. في رقصة الكمبلا حاولنا الاندماج داخل (الدائره).. الزملاء محمد عبد القادر وبكري المدني قدما أداءً أفضل مني.. ليس المهم من (الأول) المهم أن نكون معاً في هذا الوطن الجميل.. وربما نجحت ملحمة الأمس في توصيل هذه الخدمة من (الرسالة الوطنية).
*من الصعب رسم حالة وردية وأن الأمور أضحت (تمام).. فالحرب لم تضع أوزارها بعد..ومع ذلك فإن (المزاج) العام بات رافضاً لكل أشكال القتال حتى لو (بالعصايات) كما قال لي أحد قيادات المنطقه المحلية.. وربما هو ذات ما قاله الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية في استاد (مرتا) السلام أصبح واقعاً وسيتحقق بقوة الإرادة.
* قوه الإرادة تجسدت في اللوحات الفنية التي قدمتها زهرات من مدارس الأساس بكردفان، فارتفعت الأكف بالتصفيق والصغيرات يتمايلن ويرقصن وينشدن للسلام ولحقهن في حياة بعيدة عن (الدانات) وأغاني الدمار!
* نعم للمهرجانات.. لا للدانات.

Exit mobile version