ظللت طوال الأيام الفائتة أراقب وأتابع ردود الأفعال لما قاله طه سليمان في حق الصحافة الفنية، واتهام الصحفيين الفنيين بالمرضى النفسيين، ولا أبالغ إن قلت إنني لم أتفاجأ بما تفوه به هذا الفنان الذي يحتاج لطبيب نفسي يقدم له وصفة العلاج من وهم (التسلطن)، فهو كما بدا يعيش على وهم أنه (سلطان) الغناء كما وصفه البعض.
حقيقة أنا لا ألوم طه بقدر ما ألوم بعض الزملاء والزميلات الذين تكبدوا المشاق لحضور مؤتمره الصحفي الذي وجده فرصة ليستعرض موهبته في الجهل، وهو يجيب على الأسئلة، وعندما أقول جهل، ليس ردة فعل لما قاله، ولكن يكشف ذلك قوله (برنامج استديو 5.. حقي .. أنطط واعمل أي شيء علي كيفي)، فيا ترى مَن المريض نفسياً من يقول مثل هذا الكلام أم حملة لواء التنوير والمعرفة من الذين يصارعون الظروف، ليجعلوا من الفنون الساكنة فنون، ومن المريض نفسياً، هل هو من يحاول أن يجعل من فسيخ الساحة الفنية شرباتا، أم من يريد أن يصبح مقدم برامج ومطرباً وممثلاً وكاتباً وصحفياً، ولا ندري بماذا سيفاجئنا غداً!!
مرة أخرى أقول إن الإخوة الزملاء والزميلات أخطأوا بحضور ذلك المؤتمر (المسخرة)، لأن الواضح من شكل دعوته أن لا جديد فيه ولا فائدة ترجى منه، حتى يهدر الوقت في سبيل حضوره، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن طه المصاب بوهم (التسلطن) لن يفوت الفرصة للتشفي في الصحافة الفنية، التي يريدها أن تحرق له البخور وتدق الطبول إحتفاء بتجاربه الفطيرة والفقيرة، وبرغم من أنها أعطته حقه في كثير مما قدم بالإشادة والتشجيع.
أرجو من الأخ طه أن يخبرنا من هو المريض نفسياً، الذي يريد أن يصبح بين يوم وليلة مقدم برامج تلفزيونية، وممثلاً وكاتباً صحفياً ومطرباً، وقبل كل ذلك أرجوه أن يتعلم من تجربة زميله الفنان المهذب حسين الصادق، الذي أصبح فنان الشباب الأول من خلال ما يقدمه من تجارب غنائية ناضجة واحترامها للجميع دون إستثناء، ولم نسمع عنه أن تجرأ يوماً في سب أو تصغير أو تحقير أحد، وذلك لسبب بسيط لأنه يعلم أنه فنان وأن الفنان أدب وذوق واحترام.
خلاصة الشوف:
طه سليمان صاحب (أربع صنايع والبخت ضائع).